تلقت «الحياة» تعقيباً من المدير العام لوكالة الأنباء السعودية على التحقيق المنشور بتاريخ 26 آب (أغسطس) 2012، بعنوان «واس... وكالة أنباء رسمية تتحول إلى متعهد معايدات»... هذا نصه: «اطلعت على ما نشرته صحيفتكم، وعلى رغم التحفظ على ما ورد في المقال من تجنٍ على الوكالة والعاملين فيها، إلا أنني أود إيضاح بعض الأمور وصولاً للحقيقة التي ينشدها الجميع، التي قد تكون غائبة عن بعض الأذهان، ومنها أن وكالة الأنباء السعودية وكالة حكومية رسمية تؤدي عملها منذ إنشائها لخدمة السياسة العامة للدولة وإيصال المعلومة لمشتركيها وما يصدر من المراسيم والأوامر الملكية والأخبار الأمنية، والسياسية والاقتصادية والثقافية، ونشاطات المجتمع المتنوعة، إضافة إلى التقارير والاستطلاعات الصحافية والأخبار المحلية والدولية التي يعدها محرروها ومن خلال مكاتبها الداخلية ومراسيليها وما يردها من الأجهزة الحكومية المختلفة، وكذا من مراسيلها ومكاتبها في الخارج، ووكالات الأنباء العالمية التي ترتبط باتفاقات معها، وتسعى بشكل يومي إلى إثراء تنوعها الإخباري ومراجعة ودرس ما تقدمه بشكل مستمر، ومن ذلك الطرح والنقد البناء، ولا يخفى على أي إعلامي منصف ملاحظة التطور المهني والتقني الذي مرت به «واس» منذ كانت تعتمد على برقيات «التلكس» حتى وصلت إلى تقنيات حديثة التي تدير بها مختلف أقسامها وتواصلها عبر مواقع شبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» ورسائل الهاتف المحمول. ويعمل في «واس» نخبة من الإعلاميين والفنيين السعوديين المميزين الذين يحملون الشهادات العليا وأثبتوا تفوقهم مقارنة بزملائهم في وسائل الإعلام الأخرى الخاصة منها والحكومية، تشهد بذلك جهات التدريب وورش العمل التي شاركوا فيها بشهادات موثقة وموثوقة نالوها من مؤسسات ومراكز وكالات عالمية مرموقة. إن شطب أو إلغاء أو تهميش جهود زملاء لكم يعملون بتفانٍ على مدى 24 ساعة واستفدتم من أخبارهم وتقاريرهم وأعمالهم المصورة من دون أن تنسبوها لهم في كثير من الأحيان عمل مجحف يفتقر للمهنية والنقد المتجرد وإعطاء ذوي الحقوق حقوقهم. إننا لا نضيق بالنقد البناء ولا بقول الحقيقة، ونعترف بأن جهدنا يعتريه النقص أو الخطأ في بعض الأحيان، ونسعى دوماً إلى التطوير المهني والفني، لكننا لا نقبل انتقاص جهود زملاء لكم يعملون بكامل طاقتهم ليل نهار، ويواجهون مصاعب تعرفونها جيداً في قيظ لاهب أو شتاء قارس، ثم يأتي من يسفه عملهم برؤية متجردة من الإنصاف، مرتكزها جزئية من البث وترك جزيات عدة متنوعة في ذلك اليوم وغيره، وإن كانت تمثل جزءاً من حراك مجتمعي يهم شريحة من المتلقين، وصحيفة «الحياة» واحدة من الصحف التي تنقل عن واس - كما أشرت - خبراً وصورة، وفي غالب الأحيان من دون نسبة للمصدر بتعدٍ واضح وصريح على حقه، وتتجاوز «واس» عن ذلك، والنقد أداة مهمة من أدوات التطور، ولكن ليس بهذا التجني وتهميش الجهد «تقصير الوكالة لسنوات طويلة على المستوى المهني، وغض الطرف عن هفواتها» وهو نقد من زميل يتكئ على مقاعد وثيرة تحت التكييف ينتظر المادة الصحافية التي تأتيه من «واس» وقد يسقط حق «واس» ولا يذكر المصدر أو يجيره لنفسه. إننا إذا أردنا أن نذكركم بجهود «واس» وعملها طوال العام فسنحتاج إلى عشرات الصفحات لكننا سنحولكم إلى نشاطها في المناسبات الكبيرة التي شهدتها المملكة، وآخرها مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عُقد في مكةالمكرمة أواخر شهر رمضان المبارك، ولكم أن تحصوا كم الأخبار والصور التي بثتها الوكالة عنه، وبالتغطيات التي بثتها الوكالة عن أيام التعبد والصلاة والعيد في الحرمين الشريفين، والصور المميزة عن الحرم المكي والمسجد النبوي التي استفاد منها جميع مشتركي «واس». وفي ما يخص المبلغ الذي طلبته الوكالة بحكم أنها مقبلة على هيكلة تتطلب أن يكون لها دخل أسوة بالمؤسسات الإعلامية الأخرى، فنعتقد أنكم تعلمون أنه مبلغ رمزي مقارنة بأقل اشتراك في المؤسسات الإعلامية التجارية. والاحتراف إذا قصدتم به المهنية العالية فهي لا تنقص كوادر وكالة الأنباء السعودية، الذين أمضى معظمهم أكثر من عقدين في العمل الصحافي الاحترافي صوتاً وصورة. وإذا بثت «واس» أخبار المعايدة في الإدارات الحكومية الأخرى فهذا جزء يسير من تفاعلها مع النشاطات المؤسسية الرسمية الأخرى، وصحيفتكم وغيرها تفعل ذلك، بل تنشر أخباراً ونشاطات أقل شأناً وأهمية، وأنتم تدركون اختلاف مشارب ومتطلبات المتلقين. إننا إذ نخاطبكم لا نريد تمجيد ما تؤديه «واس» من جهود مطلوبة منها خدمة للدين والملك والوطن، ولكننا نريد إيضاح الحقائق كما هي وعدم غمط الناس حقوقهم والتقليل من شأن ما يبذلونه. وإننا إذ نعد مشتركينا بمناسبة صدور قرار مجلس الوزراء وتحول «واس» إلى هيئة عامة بالعمل الإعلامي الاحترافي بفكر جديد متطور يواكب التطور العالمي في المجالين الإعلامي والتقني، فإننا نأمل منكم نشر هذا الرد في المكال الذي نُشر فيه الانتقاص من جهود «واس» إيماناً بحق الرد الذي يكفله العمل الإعلامي؛ وتأكيدنا مجدداً أن النقد البناء الهادف والصادق إضافة لنا جميعاً». المدير العام لوكالة الأنباء السعودية