يُعتبر الهاتف المحمول جهازاً له فوائد مدهشة، لكن استعماله للعمليات المصرفية في ظل تزايد عدد من يستعملون الخليوي أداة للأعمال المصرفية، ربما يؤدي إلى تسهيل عمليات من نوع انتحال الهوية وغيرها من الجرائم المالية، ما لم تتخذ تدابير احتياطية جديّة. في هذا السياق، أفادت إليزابيث بيكر، وهي أستاذة مساعدة في جامعة «ويك فورست» وخبيرة في أمن نُظُم المعلوماتية، أن «كل من يخترق هاتفك المحمول يستطيع سلب هويتك أيضاً. وغالباً ما تحدّ شركات البطاقات الائتمانية من مسؤولياتك المالية في حال سُرِقت بطاقتك، وحصلت عملية احتيال. وفي المقابل، لا ينطبق هذا الأمر بالنسبة على حساباتك الجارية، وحسابات التوفير المصرفية التي تملكها. ولربما ضاع عليك المال المسحوب من طريق الاحتيال بالخليوي، وهو أمر مأسوي بالنسبة الى الكثيرين». نصائح ضد الاحتيال تعطيك بيكر نصائح كثيرة لتحمي نفسك من السرقات المالية باستعمال الهاتف المحمول: إيّاك أن تخزّن معلومات مالية على هاتفك المحمول، على غرار أسماء الدخول، كلمات السر، أرقام الحسابات، أرقام الضمان الاجتماعي وغيرها. ولا تفعل هذا حتى ضمن تطبيق مصرفي على هاتفك المحمول. السبب؟ إذا أضعت هاتفك، يتمكن الشخص الذي يجده من دخول حسابك إن كانت بيانات الدخول محفوظة فيه. ويستطيع السارق أيضاً استعمال التطبيق المصرفي المثبّت على هاتفك للحصول على معلومات عن حسابك، من أجل سحب أموالك. إذاً، يتضمّن تخزين المعلومات بكثافة على الخليوي مخاطرة كبيرة. إيّاك أن توجّه رسالة نصية فيها معلومات مالية من هاتفك المحمول. إذ تشكّل الرسائل النصية طريقة تواصل غير آمنة. ومع تسجيل رسائلك النصيّة في هاتفك، يستطيع من يخترق هاتفك أن يدخل الى سجلات رسائلك النصية، فيعثر على معلوماتك المالية بكل سهولة. أقفل هاتفك، أو اعثر على طريقة لمحو المعلومات من هاتفك عن بُعْد. وكشف استطلاع أجرته السنة الماضية شركة أمن المعلومات «سوفوس» Sophos، أن نسبة 22 في المئة من المشاركين أضاعوا هواتفهم، وأن 70 في المئة منهم لم يستعملوا كلمة سر لحمايتها. إذاً، عليك إجادة استعمال كلمات السر. تفقّد حسابك مراراً لرصد التحركات غير الطبيعية فيه. عليك أن تتفقد أموالك كل بضعة أيام، إن لم يكن يومياً. وبالنظر إلى أنك ستكون من دون مال ولا فرص كبيرة لاستعادته، فمن المهم أن تكون مُطّلعاً على حسابك، لتتأكد من عدم حصول أمور مفاجئة. ووفق بيكر، يتعرض المراهقون والشبان أكثر من غيرهم لانتحال الهوية عبر الهاتف المحمول، لأنه يسهل عليهم تقاسم المعلومات باستعمال هواتفهم. لذا، تنصح بيكر بالمواظبة على مناقشة هذه المخاطر مع المراهقين، خصوصاً عندما يفتحون حسابهم المصرفي الأول، مع نصحهم بمراقبة حساباتهم باستمرار.