أكّد «البنك الدولي» في بيان أصدره أمس أن أسعار الغذاء العالمية قفزت 10 في المئة في تموز (يوليو)، إذ تضررت المحاصيل الزراعية من الجفاف في الولاياتالمتحدة وشرق أوروبا، وحضّ الحكومات على تعزيز البرامج التي تحمي أكثر فئات السكان عرضة للخطر. ولفت البيان إلى أن أسعار الذرة والقمح ارتفعت 25 في المئة لكل منهما بين حزيران (يونيو) وتموز (يوليو)، بينما قفزت أسعار فول الصويا 17 في المئة ولم يتراجع سوى الرز الذي هبط أربعة في المئة. وأوضح البيان أن مؤشر «البنك الدولي» لأسعار الأغذية، الذي يتتبع أسعار السلع الغذائية المتداولة عالمياً، ارتفع ستة في المئة عما كان عليه في تموز من العام الماضي وواحداً في المئة عن ذروته السابقة في شباط (فبراير) من العام الماضي. وسجلت أسعار العقود الآجلة لفول الصويا في السوق الأميركية مستوى قياسياً مرتفعاً عند 17.78 دولار للبوشل (77.2 كيلوغرام) وبقيت عقود الذرة قريبة من مستواها القياسي عند 8.49 دولار والذي سجلته في وقت سابق من هذا الشهر. وأشار رئيس مجموعة «البنك الدولي»، جيم يونغ كيم، إلى أن زيادات الأسعار تعرض للخطر «صحة ملايين البشر ورفاهيتهم». وتابع: «يجب ألا نسمح لهذه القفزات التاريخية للأسعار أن تتحول إلى أخطار تستمر مدى الحياة، إذ تُخرِج الأسر أطفالها من المدارس وتقلل كميات الطعام المغذي الذي تتناوله للتعويض عن ارتفاع الأسعار. ويجب على البلدان أن تقوم بتعزيز برامجها الموجهة لتخفيف الضغط عن السكان الأشد حرماناً وتنفيذ السياسات الصحيحة». وأضاف: «منطقة أفريقيا والشرق الأوسط عرضة للخطر أكثر من غيرها وكذلك السكان في بلدان أخرى ارتفعت فيها أسعار الحبوب ارتفاعاً مفاجئاً». يذكر أن جفافاً حاداً في الولاياتالمتحدة تسبب في انخفاض شديد لغلال محاصيل الذرة وفول الصويا هذا العام، وأضر صيف جاف في روسيا وأوكرانيا وكازاخستان بإنتاج القمح. وأشار «البنك الدولي» إلى أن الخبراء لا يتوقعون تكرار أزمة عام 2008، حين فجرت زيادات في أسعار الغذاء حوادث شغب في بعض البلدان. واستدرك مضيفاً: «غير أن عوامل سلبية، مثل اتباع الدول المصدرة سياسات مذعورة أو نوبة حادة من ظاهرة النينيوأو محاصيل مخيبة للآمال في النصف الجنوبي للكرة الأرضية أو زيادات شديدة في أسعار الطاقة، قد تتسبب في زيادات أخرى كبيرة لأسعار الحبوب مثل التي شوهدت قبل أربع سنوات». من ناحية أخرى، أصدر وزراء المال في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ «أبيك» بياناً في اجتماعهم في موسكو، يدعو البلدان إلى «تفادي فرض حظر على الصادرات» في مواجهة المخاوف في شأن أسعار المواد الغذائية.