ا ف ب - اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان الوضع في سورية بات "افضل" من السابق رغم انه اقر بان "الحسم" العسكري يحتاج الى مزيد من الوقت، في حين رات باريس الاربعاء ان اقامة مناطق عازلة في سورية امر "شديد التعقيد". وقتل 101 شخص على الاقل في اعمال عنف في انحاء سورية اليوم، هم 56 مدنيا و29 جنديا و16 مقاتلا مناهضين للنظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، غداة يوم دام جديد شهد مقتل 189 شخصا. وفيما تواصلت الاشتباكات العنيفة وعمليات القصف في مناطق عدة من سورية بينها ريف دمشق وحلب، شنت القوى المعارضة المسلحة هجوما على مطار تفتناز العسكري في ريف ادلب واعلنت على اثره تدمير واعطاب خمس مروحيات. وقال الاسد بحسب مقتطفات من مقابلة تبثها قناة الدنيا السورية القريبة من النظام مساء اليوم ان "القضية هي معركة ارادات (...) نحن نتقدم الى الامام، الوضع عمليا هو افضل ولكن لم يتم الحسم بعد وهذا بحاجة الى وقت". واكد ان "الجيش والقوات المسلحة والامن يقومون باعمال بطولية بكل ما تعنيه الكلمة"، معتبرا انه "على الرغم من الاخطاء الكثيرة الموجودة فهناك ارتباط وثيق بين سياسات هذه الدولة (سورية) وعقيدة هذا الشعب". واكد الاسد في المقابلة التي اجريت معه في القصر الجمهوري في دمشق ان "هذه القاعدة العريضة من الشعب هي التي تحمي البلد، ومن هذا الشعب اذا اردنا ان نقول من هي اهم فئة جعلت هذا البلد يصمد هي بلا شك القوات المسلحة"، مقللا في الوقت نفسه من الانشقاقات التي شهدها نظامه. وراى ان "الشخص الوطني والجيد لا يهرب. لا يفر خارج الوطن. عمليا هذه العملية هي عملية ايجابية وهي عملية تنظيف ذاتية للدولة اولا وللوطن بشكل عام". وخاطب الشعب السوري بالقول ان "مصير سورية هو بيدك وليس بيد اي احد آخر"، معتبرا ان "ما يحصل لا هو ثورة ولا ربيع بل هو عبارة عن اعمال ارهابية بكل ما تعني الكلمة". وراى الرئيس السوري ان بلاده تخوض "معركة اقليمية وعالمية فلا بد من وقت لحسمها"، معتبرا ان "الدولة التركية تتحمل مسؤولية مباشرة في الدماء التي سفكت وتسفك في سورية". وبشان آثار العقوبات المفروضة على بلاده، قال الاسد ان "هذا النوع من العقوبات سيؤثر على سورية بلا شك ولكن بنسب معينة (...) علينا ان نعيد صياغة اقتصادنا بما يتناسب" مع الوضع الحالي، مضيفا "لدينا القدرة للتاقلم معها". واعتبر ان "البعض اخطأ حين اعتقد ان السفينة هي سفينة دولة او نظام، السفينة هي سفينة وطن، فاما ان تنجو سورية واما ان تغرق". وعن الحديث الجاري حاليا حول احتمال اقامة مناطق عازلة داخل سورية لايواء اللاجئين الفارين من اعمال العنف، قال الرئيس السوري "اعتقد ان الحديث عن مناطق عازلة اولا غير موجود عمليا، ثانيا غير واقعي حتى بالنسبة للدول التي تلعب الدور المعادي او دور الخصم". وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لاذاعة "فرانس انتير" ان "اقامة منطقة عازلة بدون منطقة حظر جوي امر مستحيل"، مشيرا الى ان هذا شيء لا تستطيع القوات الفرنسية القيام به وحدها. لكنه لفت الى ان قضية المناطق العازلة ستكون حاضرة على طاولة مجلس الامن الدولي في جلسة الخميس، علما ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سبق ان اقترح هذه المسالة يوم الاثنين. وفي انقرة، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان بلاده تتباحث مع الاممالمتحدة بشان امكانية ايواء اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على الحدود هربا من المعارك، في مخيمات داخل سورية، معربا عن الامل في ان يتخذ مجلس الامن قرارات في هذا الشان. ميدانيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان عن "اشتباكات عنيفة" بين القوات النظامية "ومقاتلين معارضين في محيط مطار تفتناز العسكري رافقتها اصوات انفجارات تسمع من داخل المطار" الواقع في ريف ادلب (شمال غرب). واشار المرصد الى مقتل وجرح 14 من القوات النظامية اثر القصف الذي تعرض له المطار. وقال مقاتل في "كتيبة شهداء تفتناز" التابعة للجيش السوري الحر يدعى ابو مصعب لوكالة فرانس برس "هاجمنا مع كتائب احرار الشام وكتائب اخرى من الجيش الحر مطار تفتناز العسكري الساعة السادسة (03,00 تغ) من صباح اليوم (الاربعاء) حيث استمر الهجوم نحو ساعة ونصف". وتابع المقاتل الذي ذكر انه شارك في الهجوم على المطار "تم تدمير ثلاث مروحيات بشكل كامل واعطاب مروحيتين بالاضافة الى تدمير بعض الابنية في المطار"، موضحا ان كتائب الجيش الحر "قصفت المطار بواسطة دبابتين" كما استخدمت في الهجوم "القذائف ومضادات الطيران من عيار 23 و14,5 و12,7 ملم". ولفت الى ان "المطار ما زال بايدي القوات النظامية"، مضيفا ان الكتائب المقاتلة انسحبت وقد "استشهد اثنان من الثوار واصيب ثلاثة بجروح". وقال ايضا ان طائرات الميغ قصفت "البيوت في تفتناز شبه الخالية من السكان والمقاتلين". في مقابل ذلك، ذكر التلفزيون السوري نقلا عن مصدر عسكري مسؤول في شريط اخباري عاجل "مقاتلونا الابطال يتصدون لهجوم ارهابي نفذته اعداد كبيرة من المجموعات الارهابية المسلحة على مطار تفتناز العسكري ويوقعون معظم الارهابيين بين قتيل وجريح". واكد عدم وجود "خسائر في المعدات والارواح باستثناء جريحين من جنودنا". وفي محافظة ادلب ايضا، لفت المرصد السوري الى مقتل 13 شخصا في اعمال قصف واشتباكات في عدة مدن وبلدت. وقتل ثمانية اشخاص في حي جوبر في دمشق بينهم خمسة "اعدموا ميدانيا برصاص القوات النظامية"، وفقا للمرصد الذي اعلن ايضا مقتل ثلاثة مقاتلين مناهضين للنظام في اشتباكات في دمشق ايضا، ومقتل 18 شخصا في ريف دمشق. من جهتها، اشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى "قصف عنيف تتعرض له مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالطيران الحربي التابع لجيش النظام". وفي اعمال عنف اخرى، ذكر المرصد انه في مدينة حمص (وسط) تعرضت احياء الخالدية وجورة الشياح بالاضافة الى احياء حمص القديمة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، مضيفا ان القصف على مدينة الرستن في الريف ادى الى مقتل شخص. وفي مدينة حلب (شمال)، قتل اربعة مواطنين برصاص القوات النظامية وجراء اعمال القصف، وقد اشار المرصد الى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي العامرية. واعلن التلفزيون السوري في شريط اخباري عاجل ان "وحدات من قواتنا المسلحة تدمر بعمليات نوعية مقرات لمتزعمي المجموعات الارهابية في حيي الشعار والصاخور بحلب وفي الباب ومارع واخترين بريف حلب وتدمر 17 سيارة مجهزة برشاشات دوشكا". كما اعلن ان "وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على مجموعة كبيرة من الارهابيين المرتزقة في منطقة السويقة في حلب القديمة". اما في درعا جنوبا، فنفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في المدينة، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض قرى جبل شحشبو في حماه (وسط) للقصف من قبل مروحيات القوات النظامية. كما افاد المرصد ان 15 جنديا نظاميا على الاقل قتلوا اليوم خلال اشتباكات في حلب وادلب وحمص وريف دمشق ودرعا. من ناحيتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "مجموعة من الإرهابيين المرتزقة في زملكا (10 كلم شرق العاصمة) قامت باحتجاز مواطنين بينهم رجال ونساء وذبحهم امام الاهالي". واشارت الى ان هذه المجموعات قامت بذلك لتحريض الجيش على الرد و"تأليب الراي العام" ضد سورية عشية اجتماع لمجلس الامن الدولي. من جهتها، اعلنت قناة الاخبارية السورية ان جرمانا "ودعت باكورة شهداء التفجير الارهابي الذي حدث يوم امس وبقية الشهداء سيودعون تباعا كل الى قريته في انحاء سورية على امل ان يعود الخير الى سورية بعد الانتصار في حربها المقدسة على الارهاب". وقتل 27 شخصا الثلاثاء في التفجير الذي استهدف تشييع مواطنين مواليين للنظام في بلدة جرمانا ذات الغالبية الدرزية المسيحية. الى ذلك، اعلن خمسة من اعضاء المجلس الوطني السوري المعارض في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه انهم دخلوا منذ يوم الاحد في اضراب عن الطعام "استنكارا للصمت الدولي تجاه المذابح التي ترتكب بحق الشعب السوري".