دخلت أزمة الانتخابات الرئاسية في أفغانستان مرحلة حرجة أمس، مع بدء إلغاء الأصوات المزورة في اقتراع الدورة الثانية التي أجريت في 14 حزيران (يونيو) الماضي، تمهيداً لحسم الفائز بين المرشحَين عبدالله عبدالله وأشرف غاني. وكانت اللجنة الانتخابية المستقلة باشرت في 17 تموز (يوليو) عملية التدقيق في 8.1 مليون صوت في الدورة الثانية، في إطار اتفاق توسطت فيه الولاياتالمتحدة مطلع الشهر الجاري، وقضى بتعاون عبدالله وغاني في عملية إعادة الفرز، وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضح نور محمد نور، الناطق باسم اللجنة الانتخابية، أنه جرت إعادة فرز 70 في المئة من الأصوات، بعد شهر من بدء المراجعة التي تجري تحت إشراف الأممالمتحدة ولكن أكثر الأصوات إثارة للجدل ما زالت تحتاج إلى مراجعة، ما قد يثير خلافات جديدة بين الخصمين، وتؤخر تولي الرئيس الجديد منصبه مرة أخرى. ترافق ذلك مع تحديد الرئيس المنتهية ولايته حميد كارزاي موعداً جديداً لتنصيب الرئيس المنتخب في 2 أيلول (سبتمبر) المقبل بدلاً من أمس، ما قد يسمح بمشاركة الرئيس الجديد في قمة الحلف الأطلسي (ناتو) المقررة في ويلز في 4 و5 أيلول، والتي ستحدد حجم المساعدات التي ستحصل عليها أفغانستان بعد انسحاب معظم القوات الأجنبية من البلاد في نهاية السنة. وقال مكتب كارزاي بعد لقائه المرشحين لحضهما على التعاون: «إطالة العملية الرئاسية أثر على الحياة اليومية للمواطنين خصوصاً في ما يتعلق بالأمن والاقتصاد والحكم. يجب أن ينتهي هذا الأمر في أسرع وقت». وكانت نتائج جولة الإعادة أظهرت تقدم غاني، المسؤول السابق بالبنك الدولي، قبل أن يرفض عبدالله الذي كان فاز بالدورة الأولى النتائج متهماً منافسه بالتلاعب في الانتخابات بمساعدة كارزاي. في واشنطن، دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما عبدالله وغاني إلى الاتفاق على تفاصيل كيفية تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد إعلان الفائز بالانتخابات. وقالت كاتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي: اتصل أوباما الجمعة هاتفياً بكل من غاني وعبدالله المتنافسين، وشكر التزامهما العمل على التفاصيل التي ستمهد لإعلان حكومة وحدة وطنية، وحضهما على التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن في أقرب وقت». في باكستان، فتح مسلحون في منطقة جمرود بإقليم خيبر باختونخوا القبلي (شمال غرب) النار على صهاريج تنقل وقوداً إلى قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، ما أدى إلى مقتل سائق وإصابة اثنين آخرين. وصرح مسؤول الإدارة المحلية إرشاد خان، بأن «4 مسلحين على دراجتين ناريتين هاجموا قافلة من ستة صهاريج كانت متوجهة إلى أفغانستان، فقتلوا سائق أحدها، ما أدى إلى انقلابها وجرح مساعد السائق وأحد المارة، فيما عادت الصهاريج الخمسة الأخرى إلى بيشاور عاصمة إقليم خيبر باختونخوا من دون أن تتضرر.