كشف المشرف العام على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمحافظة جدة عبداللطيف الشهري، أن 64 في المئة من الأبناء يجعلون الأم وسيطاً بينهم وبين آبائهم، نظراً إلى صعوبة التحاور والتفاهم مع الأب، محذراً من غياب الحوار الأسري والذي يسبب العديد من المشكلات. وأوضح عبداللطيف الشهري خلال ندوة «تقنيات الحوار الأسري» التي أقيمت أخيراً في ملتقى المدينة الشبابية، أنه وفقاً لدراسة ميدانية سعودية، فإن70 في المئة من الأبناء أجمعوا بوجود تأثير كبير من الأم على رأي الأب والتحاور معه بهدوء وانسجام ويرون أن الأم تهتم بهم أكثر من والدهم، في الوقت الذي أبدى 80 في المئة من الأبناء رغبتهم في الحديث وتبادل وجهات النظر مع أفراد الأسرة ما يدل ذلك على رغبتهم في التحاور مع آبائهم. وحذر من غياب الحوار مع الأبناء والذي يتسبب في قلة الثقة في أفكارهم ومعلوماتهم وعدم ثقة بالوالدين والمربين، إضافة إلى عدم تنمية مهارات التواصل مع الناس والكبت الشديد والصراعات والمشكلات التي يتعرضون لها مع أقرانهم أو البالغين والشعور بالنقص وقلة الخبرات مقارنة بالأصدقاء والظهور بمظهر المتخلف وعدم القدرة على مواجهة المشكلات وعدم اكتشاف المواهب والقدرات المخزنة لديهم بهدف استثمارها والفشل عند تحمل مسؤولية الآخرين عند الكبر والخوف من التحاور. كما نبه لمخاطر ضعف أو غياب الحوار داخل الأسرة كونه يؤدي لضعف الثقة بين الطرفين وزيادة الشكوك والوساوس تجاه الطرف الثاني وظلم طرف للطرف الآخر واتساع الفجوة بين الطرفين، ما يسمح للخلافات الصغيرة بالتعاظم والبروز، ما يؤدي إلى تشتت الأسرة وضياع الأطفال وانحرافهم. وأبان بأن الحوار الأسري هو تعبير للتفاعل والتواصل السلوكي واللفظي بين أفراد الأسرة، بهدف تبادل الآراء والأفكار والخبرات والرؤى والتطلعات، مشيراً إلى أهميته في تنمية علاقة ودودة بين أفراد الأسرة وتنشئة الأبناء تنشئة سوية صالحة بعيدة عن الانحراف الخلقي والسلوكي ومعرفة حاجات الأبناء وتعزيز الثقة في أفراد الأسرة وتعليمهم ترويض النفوس وقبول النقد من الطرف الآخر، فضلاً عن دعم النمو النفسي والفكري والاجتماعي لشخصية الأبناء والتخفيف من مشاعر الكبت عند الأبناء وتحرير النفس من الصراعات والمشاعر العدائية والمخاوف والقلق عند الأبناء، فضلاً عن كونها وسيلة بنائية علاجية تساعد في حل كثير من المشكلات في الأسرة. واستعرض فوائد الحوار مع الأبناء من حيث الشعور بالأهمية والتقدير الذاتي والثقة بالنفس والقدرة على اكتشاف المواهب والقدرات المخزنة لدى الأبناء واكتشاف ما يعانيه الطفل من خلل في اللغة بغية التشخيص والعلاج الباكر وتنمية وتقوية المهارة اللغوية لدى الأبناء والتدريب على التعامل مع المشكلات بالحوار وكسب محبة وثقة الناس وتقديرهم واكتساب معلومات وخبرات جديدة والقدرة على فهم كيف يفكر الناس وتنمية القدرات المعرفية والسلوكية والقدرة على تحمل المسؤولية والتأثير في الناس.