سجلت محافظات المنطقة الشرقية أمس، ست وفيات في حوادث مرورية، أسهم فيها انعدام الرؤية الأفقية، إثر موجة الأتربة التي غطت سماء المنطقة أمس، منذ ساعات الصباح الأولى. وفيما لم تتأثر حركة الطيران في مطار الملك فهد الدولي في الدمام بالموجة، نصحت كل من قيادة حرس الحدود وإدارتي المرور وأمن الطرق في الشرقية، ب«توخي الحذر والحيطة» سواءً أثناء الإبحار، أو قيادة السيارات، وبخاصة على الطرق السريعة، التي كانت مسرحاً لمعظم الحوادث المرورية التي شهدتها المنطقة أمس، وخلفت إضافة إلى الوفيات، إصابات وخسائر مالية. كما تسببت موجة الأتربة التي غطت مدن الشرقية وقراها وهجرها، باللون الأصفر، في إعاقة حركة المتنزهين في المناطق السياحية. واختصرت عائلاتها الرحلات الأسبوعية، التي كانت تقضيها على شواطئ الشرقية المختلفة، إلى المكوث في البيت، بعد ان ساهمت هذه الأجواء في حجب الرؤية. فيما فضل آخرون قضاء إجازة نهاية الأسبوع في المجمعات التجارية، التي باتت المكان الترفيهي الآمن للعائلات. وأدت هذه الأجواء إلى «ضعف الرؤية الأفقية لكيلومتر واحد في عدد من المحافظات والمدن» بحسب ما أورده بيان صادر من «الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة»، التي حذرت في وقت سابق، من خلال موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، من «التقلبات المناخية التي تشهدها المنطقة الشرقية». وتوقعت الرئاسة في بيانها على الموقع، ان «تتأثر المناطق الشمالية والشرقية والأجزاء الشرقية من وسط المملكة، برياح نشطة، مثيرة إلى الأتربة والغبار، تحد من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومتر واحد، وقد تتحول إلى عواصف ترابية، وبخاصة على المناطق الواقعة بين رفحا وحفر الباطن والجبيل». وأشار البيان إلى «استمرار الأجواء التربية التي ستشهدها المنطقة غداً (الجمعة). وأضاف «تظل الرؤية غير جيدة هذه الليلة على شمال شرق وشرق والأجزاء الشرقية من وسط المملكة، بسبب العوالق الترابية، فيما تنشط الرياح السطحية نهار غدٍ على شمال شرق، وشرق وأجزاء من وسط المملكة». وكان الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد صالح الزعاق، توقع أن تشهد المملكة «المزيد من الموجات الغبارية الجديدة، لأن هذه السنة تعتبر من السنوات الغبارية الشديدة، وهذا ما تدل عليه التوقعات المبنية على قوة انحدار المنخفضات». وذكر الزعاق في تصريح سابق، أنه «مضت 183 يوماً تقريباً من أيام السنة الهجرية 1430ه، وبلغت الأيام الغبارية 60 يوماً، بمعنى أن نحو ثلث الأيام المنصرمة غبار، وما زلنا نستعد لاستقبال موجات غبارية جديدة. وتشير السجلات إلى أن العام 1398ه، كان عاماً مغبراً، إذ تجاوز عدد الأيام الغبارية 240 يوماً، من مجمل 354 يوماً». وتصنف هذه الموجات الغبارية المتكررة التي تشهدها المملكة بشكل عام، ضمن العواصف الرملية الحالية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، التي تعد «الأسوأ منذ سنوات طويلة». وقالت تقارير مختصة: «إن العاصفة تحمل نحو 2.4 بليون طن من الذرات العالقة في الغبار، وأن كل غرام من الغبار يحوي بلايين من الخلايا البكتيرية، التي ستؤثر على البيئة وسكانها». وقال موقع «لايف ساينس»: «إن هذا النوع من الغبار معروف بأنه يتجاوز القارات، ويعبر المحيطات»، مشيراً إلى أن عواصفه الترابية من النوع «الصحراوي، وتنثر بلايين الأطنان من التراب والرواسب الجافة في كل أنحاء الأرض سنوياً».