تواصلت المشاورات حول أزمة منطقة اليورو أمس مع زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي لبرلين، في وقت عادت المخاوف تتمحور حول اسبانيا بعدما طلبت منطقة كاتالونيا المساعدة. واستقبلت المستشارة الألمانية انغيلا مركل أمس رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، للبحث في وضع المنطقة، وأعلنت في مؤتمر صحافي مشترك مع مونتي بعد الاجتماع في برلين، أن على «القادة الأوروبيين زيادة التنسيق مع بروكسيل والبنك المركزي الأوروبي في الأشهر المقبلة مع اقتراب أحداث مهمة». وأكدت قناعتها بأن «المسار الذي اخترناه هو الصحيح، وبأن علينا تحسين قدرتنا على التعاون داخل منطقة اليورو، وسندعم عمل المسؤولين في الاتحاد الأوروبي باقتراحاتنا». وكشفت أن «لدينا جدول أعمال طموحاً في الأسابيع المقبلة، لكن نعتقد أن لدينا الوسائل اللازمة لتقوية منطقة اليورو وجلب الاستقرار إليها». واستبعد مونتي في حديث صحافي، مجدداً في مقابلة مع صحيفة «سولي 24 اوري» الاقتصادية، أن تطلب بلاده خطة إنقاذ، واعتبر أن «الحملة الشديدة اللهجة التي يشنها البنك المركزي الألماني ضد خطط شراء سندات عامة للبنك المركزي الأوروبي، ربما تنعكس ضد مصالح ألمانيا نفسها». وتهدف عمليات الشراء هذه إلى تقليص الفارق الكبير جداً، بين نسب الفوائد على الديون الألمانية وتلك المعتمدة على الديون الايطالية او الاسبانية، ما يمكن في رأي مونتي، أن «تستفيد منه ألمانيا أيضاً لاحتواء التضخم». ودافع رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، عن سياسته في مقال تنشره «دي تسايت» الألمانية الأسبوعية اليوم، مؤكداً حرص البنك على «التحرك دائماً باستقلال كلي وضمن إطار تفويضه». ورأى أن السياسة النقدية «تتطلب أحياناً إجراءات استثنائية». وبمعزل عن ايطاليا والبنك المركزي الأوروبي، تصدرت اسبانيا أمس كل الاهتمامات، بعدما طلبت كاتالونيا مساعدة بالبلايين. فيما أكدت مدريد «استمرار الانكماش في الربع الثاني من السنة، مع تراجع ناتجها الداخلي 0.4 في المئة». وتتزامن عودة اسبانيا الى صدارة المخاوف مع هدنة في اليونان، اثر جولة رئيس الوزراء انتونيس ساماراس والتي يبدو أنها أوحت بالثقة في برلين كما في باريس وبروكسيل. وأعلن مسؤولون حكوميون وزعماء حزبيون، أن السياسيين اليونانيين «وافقوا عموماً على حزمة تقشف، يطالب بها المقرضون، لكن لم يقرروا بعد كيفية تخفيف تأثيرها على أصحاب الدخل المنخفض ومعاشات التقاعد. وأشار وزير المال يانيس ستورناراس، إلى أن «حزمة التقشف ستكون جاهزة الأسبوع المقبل، لتقدم لوفد ثلاثي الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد والبنك المركزي الأوروبي». وأعلن بعد اجتماع لزعماء الأحزاب الثلاثة المشاركة في الائتلاف الحاكم لمناقشة الخطة، وجود «اتفاق سياسي على الحزمة، التي ستُنجز الأسبوع المقبل، وتُقدم إلى الوفد الثلاثي». وحاز ساماراس بإشادة في مقال نشرته صحيفة «هاندلسبلات» أمس، وهو أمر غير معهود في ألمانيا، إذ لا تحظى اليونان سوى بالانتقادات اللاذعة. وكتبت أن «ساماراس بات يقدم نفسه كإصلاحي». كما لطّفت مركل نبرتها، معلنة أن «قلبها ينزف» حيال التضحيات المفروضة خصوصاً على المتقاعدين في اليونان.