لجأت مجمعات تجارية إلى تقنين تشغيل التكييف بغية خفض فواتير الكهرباء التي بلغت ذروتها خلال الشهرين الماضيين، بالرغم من شكوى مرتادي المجمعات التجارية في الخبر والظهران من ارتفاع درجات الحرارة داخلها، وبلوغها لما يقارب درجة الحرارة في الخارج. واعتبر متسوقون ما يقوم به أصحاب تلك المجمعات من «توفير لاستهلاك الطاقة، عبر تقنين التكييف بسبب ارتفاع الفاتورة، سيؤثر على الحضور لهذه المجمعات، فيما اعترف مسؤولون في مجمع تجاري ل «الحياة» أن ما يقومون به من تخفيض في التكيف يهدف إلى تقليل استهلاك الكهرباء، بعد أن لوحظ أن الفواتير أصبحت كبيرة، وأنها تؤثر بشكل كبير في أرباح المجمعات. وأوضح مدير أحد المجمعات التجارية في الدمام أحمد عبد اللطيف، أنه «من الطبيعي أن نتبع أسلوب ترشيدي في استهلاك الكهرباء، لاسيما أن فواتير الكهرباء لا تقل عن 30 ألف ريال في بعض الشهور التي تشهد زحاماً كالإجازات الصيفية أو غيرها، حيث تتعمد عائلات الجلوس ساعات طويلة في صالات المجمعات التجارية لفترة لا تقل عن ست ساعات بهدف توفير الكهرباء في منازلهم، لذا عملنا على خطة جديدة بهدف التقليل من النفقات، عبر ملاءمة درجات حرارة الصالة مع جسم الإنسان، وأن لا يكون التبريد عالياً ولا يكون في الوقت ذاته منعدماً كما يدعي البعض»، مضيفاً «هذا ما يحدث أيضاً في مجمعات تجارية أخرى في مدينة الخبر، ولم يقتصر الأمر على مجمع دون آخر، فالغالبية بدأت تتبع تلك السياسة الترشيدية دون إضرار بالآخرين». مبيناً أن «التكييف يسهم في رفع قيمة فاتورة استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة 60 في المئة، بشكل عام، وانخفاض نسبة تبريده يساعد على تقليل الاستهلاك». وطالب متسوقون تدخل الجهات ذات العلاقة، منها الهيئة العامة للسياحة والآثار، لفرض رقابة على المجمعات التي تعتبر مكاناً ومتنفساً للتنزه تحديداً خلال أيام العيد، وارتفاع درجات الحرارة سيشكل عاملاً طارداً للزوار والمتسوقين من داخل المنطقة وخارجها.بدوره، أشار المهندس الكهربائي ياسين باقادر، إلى أن «تقليل نسبة التبريد، قد لا يكون له تأثير بقدر اتباع أساليب أخرى في الترشيد، حيث أثبتت الدراسات أن تطبيق استخدام العزل الحراري، بشكل سليم في المباني، يؤدي إلى تقليص استهلاك الطاقة الكهربائية في المبنى في حدود 40 في المئة، علماً أن 60 في المئة من قيمة فاتورة استهلاك الطاقة الكهربائية تذهب للتبريد والتدفئة طوال العام، وبالتالي يسهم العزل في المباني في خفض كلفة فاتورة الاستهلاك. مضيفاً «ضبط ثرموستات المكيف (جهاز ضبط الحرارة) عند درجة 25 مئوية (75 فهرنهايت)، وهي الدرجة الأنسب للتبريد المريح، وهذا يتناسب مع تكييف المنازل وليس المجمعات التجارية». وأشار إلى أن ترشيد استهلاك الكهرباء مطلب ملح في جميع الأماكن والمنازل، وأن لجوء أصحاب المجمعات إلى تقنين استهلاك الكهرباء يجب أن يتم بصورة مدروسة وعناية، حتى لا تستقطب المجمعات التجارية الكثير من الهاربين من ارتفاع فواتير الكهرباء في منازلهم. يترك آثاراً على المتسوقين وبالتالي يؤثر على حركة التسوق فيه.