كابول، واشنطن، روما، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي اي - دعت حركة «طالبان» أمس، الافغان الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في 20 آب (اغسطس) المقبل، و «الالتحاق بالجهاد في سبيل تحرير بلدهم الذي يحتله الغزاة». واورد بيان وزع عبر البريد الالكتروني: «يجب على جميع الافغان، بصفتهم مواطنين ومسلمين، مقاطعة هذه العملية الاميركية الكاذبة». وتابع: «ان المشاركة في الانتخابات يعني التعاطف مع الغزاة الاميركيين ودعمهم، وبالتالي اضفاء شرعية على الاجتياح الاميركي». وطالبت «طالبان» المجاهدين بإفشال عملية الاقتراع «الشريرة» عبر شن عمليات على قواعد الاعداء، ومنع الناس من المشاركة في الانتخابات، واقفال كل الطرق امام السيارات الحكومية والمدنية عشية الانتخابات. وحذرت بعثة الاممالمتحدة في افغانستان الثلثاء من صعوبة تنظيم الانتخابات في بعض المناطق، في وقت بلغت اعمال العنف في البلاد مستويات قياسية خلال الاسابيع الاخيرة بسبب تضاعف العمليات العسكرية التي تشنها القوات الاجنبية والافغانية على «طالبان» مع اقتراب موعد الاقتراع. ويدعو الرئيس المنتهية ولايته حميد كارزاي الذي ترشح لولاية جديدة، منذ سنوات «طالبان» وحركات تمرد اخرى الى القاء السلاح والموافقة على الدستور الافغاني الذي اقر بعد اطاحة نظام الحركة نهاية عام 2001. لكن «طالبان» ترفض وتشترط رحيل القوات الاجنبية من البلاد واستقالة كارزاي قبل فتح حوار. واعلنت كابول الاثنين توقيع اتفاق لوقف النار مع «طالبان» في مقاطعة بولاية بغديس (شمال غربي) لا تشكل معقلاً للتمرد، لكن الناطق باسم الحركة يوسف احمدي نفى ابرام الاتفاق. وكرر كارزاي الثلثاء ان الحوار مع «طالبان» يمثل الوسيلة الأكثر فاعلية لتحقيق السلام والاستقرار في افغانستان» داعياً المجتمع الدولي الى دعم هذا الموقف. التزام ثابت لأميركا وبريطانيا في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند خلال زيارته واشنطن لإجراء محادثات في شأن أفغانستان ان المرحلة الحالية «صعبة» لكل الدول التي تحتفظ بقوات في أفغانستان» مبدياً اعتقاده بأن الرأي العام البريطاني يؤيد المهمة. وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «أعتقد بأن الشعب البريطاني سيواصل تأييد المهمة نظراً الى وجود استراتيجية وتصميم واضحين من الولاياتالمتحدة وأعضاء التحالف الدولي على إنجاحها». وانهت القوات البريطانية الاسبوع الماضي عملية «مخلب الفهد» العسكرية التي استمرت خمسة أسابيع وهدفت إلى طرد «طالبان» من مراكز آهلة في ولاية هلمند جنوبأفغانستان قبل تنظيم الانتخابات. وأكدت كلينتون التزام بريطانيا وأميركا القوي في أفغانستان، وقالت: «سنظل كتفاً إلى كتف، لأن المهمة في أفغانستان وباكستان تصب كثيراً في مصلحة الشعبين الأميركي والبريطاني مهما بلغت صعوبتها». واشارت الى ان التقارير العسكرية الأولية في أفغانستان أفادت عن تحقيق «مكاسب مؤثرة» نتيجة العمليات العسكرية في الجنوب، «لكن تفكيك تنظيم القاعدة وهزيمته الى جانب حلفائه في أفغانستان وباكستان لا يزالان يحتاجان الى جهد كبير، وهو لن يحل في وقت قصير». وصرح ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان بأن «دعم القوات الأفغانية سيكون موضع تركيز بعد الانتخابات»، معلناً انه سمع شكاوى من كل الأطراف خلال زيارته كابول الأسبوع الماضي «لكنني غير متضايق». وفي ايطاليا، لمح رئيس الحكومة سيلفيو بيرلوسكوني الى احتمال اعتماد «استراتيجية خروج» من افغانستان بعد الانتخابات، إثر جدل دار داخل الحكومة حول مهمات القوات الايطالية في البلاد. وسأل بيرلوسكوني اثناء حفل ضم اعضاء مجلس الشيوخ من حزب «شعب الحرية»: «من منا لا يريد عودة جنودنا الى ديارهم؟». واضاف: «تبحث الصحف عن مادة تملأ بها صفحاتها، لكن يجب ان نتواجد في افغانستان لإرساء الديموقراطية». وكان وزير الاصلاحات اومبيرتو بوسي، رئيس رابطة الشمال التي تمنح برلوسكوني الاكثرية في البرلمان، قال: «لو عاد الامر لي لأعدتهم جميعاً»، وذلك بعد جرح ثلاثة جنود ايطاليين في افغانستان، علماً ان 3250 جندياً ايطالياً ينتشرون في افغانستان. في المقابل، أكد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو رغبة بلاده في زيادة قواتها العاملة في افغانستان لمدى أطول «اذا دعت الضرورة». وأوضح أن كتيبة تضم 450 جندياً أرسلت لتحسين الظروف الأمنية قبل الانتخابات الافغانية يمكن أن تبقى في البلاد، علماً ان اسبانيا تنشر حالياً حوالى 800 جندي في افغانستان، في وقت تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً على حلفائها لزيادة وجودهم العسكري. وكان ثاباتيرو الاشتراكي سحب قوات بلاده من العراق بعد انتخابه عام 2004، وربطته علاقات متوترة مع واشنطن في عهد الرئيس السابق جورج بوش، لكنه اسرف اخيراً في الاشادة بأوباما، وقال: «أعتقد أن أوباما شخص يستمع. أظن انه متواضع بدرجة كافية كي يفهم، ويعي تنوع العالم وتعقيداته». ميدانياً، تحطمت مقاتلتان بريطانيتان من طراز «تورنادو» في أفغانستان، ما يشكل بداية مأسوية للمهمة الجديدة للقوات البريطانية في أفغانستان. وافادت صحيفة «ذي صن» بأن طياراً وملاحاً في إحدى المقاتلتين قذفا بنفسيهما بعدما أُجبرا على مغادرة طائرتها المحملة بقنابل ووقود والتي تحطمت وتحولت إلى كتلة من النار، إثر اقلاعها من مطار قاعدة قندهار. واضافت أن «المقاتلة الثانية تحطمت خلال هبوطها بسبب خلل في مكابحها أدّى إلى نشوب حريق من دون أن يتعرض طيارها وملاحها لأذى». واشارت الصحيفة إلى أن الحادثين خفّضا إلى أربعة عدد أسراب مقاتلات «تورنادو» التي أُرسلت الشهر الماضي إلى هلمند كي تحل بدلاً من مقاتلات «هاريير».