التقى وفد يضم عدداً من رموز التيار الإسلامي في مصر قادة التنظيمات الجهادية في سيناء، في محاولة للتهدئة بين هذه التنظيمات والسلطات الأمنية التي استهدفت عناصر هذه التنظيمات بعد الهجوم على نقطة عسكرية جنوب رفح مطلع الشهر الجاري وقتل 16 جندياً. ويلتقي وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي اليوم، يرافقه قادة القوات المسلحة، عدداً من مشايخ قبائل سيناء في مقر قيادة الجيش الثالث الميداني لتأمين دعم القبائل العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة. يأتي ذلك في وقت قُتل مواطن في منطقة الخريدة في سيناء لدى استقلاله دراجة بخارية جراء استهدافه بقذيفة مجهولة المصدر. وذكرت وسائل إعلام محلية أن صاروخا من طائرة استطلاع إسرائيلية استهدف الدراجة التي كان يستقلها القتيل. ووقع الحادث بالقرب من تجمع سكني صغير للبدو في منطقه تبعد نحو 15 كلم من الحدود مع إسرائيل. وزار وفد يضم عدداً من أقطاب الجماعة الإسلامية والتيار السلفي سيناء والتقى قيادات الحركة «السلفية الجهادية في سيناء» وجماعة «أهل السنة والجماعة». وقال محامي الجماعة الإسلامية مجدي سالم، الذي كان ضمن الوفد، ل «الحياة» إن «الهدف من الزيارة كان التأكد من براءة التيار السلفي الجهادي في سيناء من هجوم رفح الإجرامي، وبالفعل أعلن قادة هذا التيار أن هذا العمل غير شرعي ودانوه بكل قوة وأكدوا أنهم يؤيدون الشرعية ويقفون في صف الرئيس محمد مرسي لاستقرار البلد والحفاظ على أمنه». وقال سالم إن قادة الحركة عزوا هذا البيان إلى التجاوزات الأمنية التي حدثت في حقهم بعد هجوم رفح واشتُم منها «عودة الأساليب القديمة والمعاملة غير الكريمة للموقوفين»، لكنهم أكدوا احترامهم وتقديرهم للجيش المصري وجنوده. وأوضح أن «السلفية الجهادية أكدت أن شبابها سيهتمون بالدعوة في الفترة المقبلة، وأنهم أكدوا بذل أرواحهم ودمائهم إذا حدث اعتداء من اليهود على سيناء». ونفى سالم تشكيلهم معسكرات تدريب للمسلحين، وقال: «هم يعيشون في منازلهم ويمارسون أعمالهم بكل حرية ولا مطلوبين بين صفوفهم». وسألت «الحياة» سالم عن ما إذا كان قادة الجماعات الجهادية قدموا معلومات عن هجوم رفح، فأجاب: «تحدثنا في أشياء وقدموا ما لا يجوز الحديث في الإعلام حوله (...) القاعدة الأساسية في البحث الجنائي هي البدء بالبحث عن المستفيد من هذا التوتر، فهناك أجهزة مختلفة تحاول العبث في سيناء للوقيعة بين التيار الإسلامي والدولة المصرية والإساءة للعلاقة الطبية بين أهل سيناء وفلسطين، المعلومات التي في حوزتنا تشير إلى تورط أجهزة محلية وأجنبية في هجوم رفح». وقال البرلماني السابق نزار غراب ل «الحياة»، إن الوفد التقى سليمان أبو عمر قائد «السلفية الجهادية في سيناء» وتبين براءة الجماعة من حادث قتل الجنود وأنهم واعون بقضايا مصر في المرحلة الحالية وبعيدون من أي عمل تخريبي. وأوضح غراب أن الزيارة تمت بناء على تنسيق بين بعض المسؤولين في الدولة وقيادات الجهاد، واستمعنا إلى ما تعرضوا له من انتهاكات ظالمة وحاولنا احتواء أي احتقان يترتب على هذه الانتهاكات وسنسعى إلى مواصلة هذه الأمر «لحقن الدماء والقضاء على التوتر بين الأمن والمجموعات الجهادية».