منع الخوف الشديد من الطيران طفلاً بريطانياً (11 عاماً) من العودة من مدينة أبو ظبي إلى بلاده الأسبوع الماضي، وأدى رهاب الطيران إلى تفويت خمس رحلات طيران مختلفة خلال ستة أشهر على الطفل جو تومسون، ففي كل مرة كان الطفل يُصاب بالضغط النفسي الشديد الذي يمنعه من أن يستقل الطائرة، ولم يجد الأطباء النفسانيون الذين تم عرض جو عليهم تفسيراً لهذا الخوف المفاجئ من الطيران، خصوصاً أنه سافر عبر الطائرة لمسافات طويلة طوال حياته. وبعد أن فقد جو ووالده توني (62 عاماً) الأمل في العودة إلى بلادهم عن طريق الطائرة قررا العودة عن طريق البحر، وحصلا على رحلة للعودة على سفينة بضائع بريطانية كانت ستغادر من ميناء جدة. وبادر توني وابنه جو إلى التقديم على السفارة السعودية في أبو ظبي للحصول على تأشيرة عبور ليتمكنوا من الوصول إلى جدة ومن ثمَّ ركوب السفينة إلى بريطانيا، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على التأشيرة. وحصلت هذه القصة الإنسانية للطفل على اهتمام إعلامي بريطاني وغربي، وهو ما ساعد على إيجاد حلول لهذه المشكلة، إذ تلقى السيد توني اتصالاً من السفارة السعودية في لندن لتقديم المساعدة له بناءً على توجيه من السفير السعودي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، وكذلك تقديم أية مساعدة إنسانية أخرى قد يحتاج إليها الطفل جو في رحلة العودة. كما تلقى اتصالاً آخر من شركة السيارات «فلوكس فاجن» تقدم عرضاً بتقديم السيارة والسائق وترتيب طريق العودة إلى الوطن. وقال السيد توني تومسون ل «الحياة»: «أنا ممتن كثيراً للأمير محمد بن نواف وللسفارة السعودية في لندن على دعمها ومتابعتها للقضايا الإنسانية». وخلال فترة وجيزة حصل الطفل ووالده على تأشيرة تسمح لهم بالمرور ضمن أراضي المملكة، وبدأت شركة «فلوكس فاجن» بترتيب طريق السفر، التي تتضمن السفر بالبر من الإمارات إلى مدينة جدة، ثم ركوب سفينة تغادر إلى إحدى الدول الأوروبية عن طريق المرور بقناة السويس، ومن ثم السفر إلى شمال فرنسا عن طريق البر، واستقلال عبارة بحرية إلى مدينة دوفر في الساحل الجنوبي لبريطانيا (مقر إقامة عائلة تومسون). لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد اضطر الوالد إلى إلغاء الرحلة بسبب ما قيل له من تدهور الوضع الأمني في مصر، واضطر إلى إلغاء الرحلة وتأجيلها إلى أجل غير مسمى حتى يتم تغير الأوضاع الراهنة أو شفاء ابنه من حالة الخوف من الطيران