عقد مسؤولون أميركيون وأتراك أول «اجتماع عمليات» في أنقرة الخميس استمر ثماني ساعات ولم يصدر في ختامه أي بيان، لكن الخارجية الأميركية ذكرت أنه تناول الانتقال إلى مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد في سورية. وكان مصدر في وزارة الخارجية التركية صرح أن نائب وزير الخارجية التركي هاليت جيفيك ترأس الوفد التركي بينما ترأس الوفد الأميركي السفيرة اليزابيث جونز. وضم الوفدان رجال استخبارات ومسؤولين عسكريين وديبلوماسيين، كما أفاد المصدر نفسه. ولم يصدر المسؤولون الأتراك والأميركيون في اختتام اجتماعهم الذي استمر ثماني ساعات، بدءاً من الساعة الثامنة من صباح الخميس، أي بيان. إلا أن الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند صرحت أن محادثات أنقرة درست الانتقال إلى مرحلة ما بعد الأسد في سورية إلى جانب وسائل دعم المعارضة ومعالجة قضية اللاجئين. وقالت لصحافيين في واشنطن إن الاجتماع هدفه «دراسة سلسلة كبيرة من المسائل التي يمكن أن نواجهها». وأضافت: «ندرس كل خيار ممكن حول ما يمكن أن نفعله معاً، لتقويم ما إذا كان يسمح بدفع تحقيق هدفنا المشترك في تسريع الانتقال أم لا قدماً»، من دون أن تضيف أي تفاصيل. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي أحمد داود أوغلو أعلنا في 11 آب (أغسطس) عن مثل هذه الآلية لعقد الاجتماعات لتسريع إنهاء النظام السوري. وجاء اجتماع الخميس بعد أيام من إطلاق الرئيس الأميركي باراك أوباما تحذيراً إلى سورية من أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية سيكون «خطاً أحمر» سيغير كيفية تعامله مع الأزمة السورية. ويمكن أن يؤدي هجوم بأسلحة كيماوية إلى زيادة تدفق اللاجئين إلى دول مجاورة مثل تركيا التي تستضيف حتى الآن أكثر من سبعين ألف سوري وقيادة المعارضة المسلحة. ولم تذكر نولاند ما إذا كانت محادثات أنقرة تناولت مسألة احتمال استخدام الأسلحة الكيماوية. وقالت: «لكننا نقوم مع كل شركائنا وحلفائنا وليس فقط تركيا، بالتفكير ووضع خطط طوارئ في حال واجهنا وضعاً يقوم فيه الأسد بخيار رهيب ومرعب». واضافت نولاند أنه في مرحلة ما بعد الأسد «تريد الأسرة الدولية تقديم الدعم إلى الشعب السوري في إدارة بعض أخطر الأسلحة التي يملكها نظام الأسد». وكان وزير الخارجية التركي أعلن أن تركيا لن تكون قادرة على استيعاب أكثر من مئة ألف لاجئ سوري على أراضيها، ودعا الأممالمتحدة إلى إقامة مخيمات للاجئين «داخل الحدود السورية» لاستيعاب التدفق المتواصل للاجئين هرباً من المعارك. من جهتها، قالت فاليري آموس المسؤولة عن الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة إن الخلافات داخل مجلس الأمن تحول دون الاتفاق على إقامة مخيمات للاجئين السوريين في سورية. وصرحت آموس في مؤتمر صحافي أن «السلطات السورية أعلنت بنفسها أنها تعارض إقامة مخيمات على أراضيها». وأضافت إن «إقامة مخيمات داخل الأراضي السورية تستدعي التأكد من إمكان جعلها آمنة. لا بد من حمايتها بشكل أو بآخر، لذلك لا بد من قرار لمجلس الأمن». وكان المتوقع أن يناقش الاجتماع كذلك احتمال استغلال عناصر حزب العمال الكردستادي المحظور في تركيا وتنظيم «القاعدة» أي فراغ للسلطة في سورية. وقد صرحت كلينتون في إسطنبول أنها «تشاطر تركيا تصميمها على ألا تتحول سورية إلى ملجأ لإرهابيي حزب العمال الكردستاني سواء الآن أو بعد رحيل نظام الأسد».