كابول - أ ف ب، رويترز - اكد رئيس هيئة الأركان العسكرية الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي في كابول أمس، أن الحكومة الأفغانية تستطيع تكثيف جهودها لإحباط الهجمات التي يشنها جنود أو رجال شرطة أفغان «مارقون» على القوات الأجنبية، وأسفرت عن سقوط 40 منهم هذه السنة.(راجع ص7) ترافق ذلك مع دعوة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، في اتصال هاتفي أجراه معه، إلى تعزيز التعاون مع قوات الحلف الأطلسي (ناتو) لاحتواء هذه الهجمات. وقال الجنرال ديمبسي لصحافيين، بعد لقائه ضباطاً أفغاناً وآخرين في الحلف الأطلسي، في قاعدة بغرام الجوية: «إذا شعر المسؤولون الأفغان بقلق مماثل لما نشعر به حيال المسألة فسيتحسن الوضع»، موضحاً «أن الإجراءات المتخذة منذ نحو سنة والقاضية باعتماد 8 معايير للتدقيق في سجل المجندين الجدد، أخفقت حتى الآن في تجاوز هذه الظاهرة التي ازدادت». وأبلغ وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الرئيس كارزاي في اتصال هاتفي، ضرورة مواكبة الاستخبارات الأفغانية إجراءات التدقيق في سجلات المجندين، عبر جمع معلومات عنهم ومراقبتهم، وتكثيف الاتصالات مع شيوخ القرى الذين تربطهم علاقات بالجيش والشرطة. وأصرّ الحلف سابقاً على أن الهجمات سببها الاختلافات الثقافية والعداوة بين السكان والجنود الأجانب، لكن تصريحات الجنرال ديمبسي تشكل اعترافاً باختراق متمردي حركة «طالبان» صفوف القوات الحكومية. وكان قيس يوسف احمدي، احد الناطقين باسم «طالبان»، صرح بعد مقتل جنديين اميركيين برصاص اطلقه عنصر أمن أفغاني في ولاية فرح (غرب) الجمعة الماضي، بأن مقتل جنود الأطلسي على ايدي زملائهم الأفغان «ينسجم مع تغيير تكتيك الحركة»، مضيفاً: «اعتدنا سابقاً مهاجمة جنود الأطلسي عبر هجمات انتحارية. ولم يصبّ ذلك دائماً في مصلحتنا، إذ خسرنا رجالاً. أما اليوم فمقاتلونا يريدون الثأر وجهاً لوجه». ويعكف عسكريون وسياسيون غربيون على إيجاد سبل لمنع الهجمات «المارقة» للأفغان على جنود الحلف الأطلسي والتي بلغت هذه السنة مستوى غير مسبوق في التاريخ العسكري الحديث، عبر تسببها في نسبة 25 في المئة من القتلى العسكريين، وهو أمر لم تشهده حربا فيتنام والعراق. وأمر قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي جون ألن جنوده بأن تكون أسلحتهم محشوة بالذخائر طوال الوقت داخل قواعدهم. وأصدر تعليمات للقادة الميدانيين بزيادة عدد الحراس الذين يتولون حماية الجنود في الأماكن المزدحمة، مثل قاعات الرياضة والطعام، رداً على أي إطلاق للنار من أفراد «مارقين». وقال مسؤول في الحلف الأطلسي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية ترتيبات الأمن: «يتمتع القادة الميدانيون دائماً بالقدرة على فعل ما يرون أنه صواب بحسب ما يتطلبه الوضع». إلى ذلك، قررت نيوزيلندا أن تحذو حذو فرنسا في إعلان انسحاب مبكر لقواتها من أفغانستان، وذلك بعد مقتل ثلاثة من جنودها في انفجار استهدف دوريتهم في ولاية باميان (وسط) الهادئة نسبياً. ورجح رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي بدء سحب وحدة بلاده التي تضم 145 عسكرياً بحلول نيسان (أبريل) 2013، أي قبل نحو ستة شهور من الموعد المحدد السابق. لكنه أشار إلى أن الانسحاب سيستغرق شهوراً، وليس أياماً، وقال: «في الوضع الحالي، وبعدما مكثنا فترة طويلة في أفغانستان يجب أن نخرج بطريقة محسوبة، لأننا لسنا بلداً ينسحب ويفرّ». ورأى زعيم حزب العمل المعارض في نيوزيلندا، ديفيد شيرر، أن «تنظيم القاعدة لم يعد يشكل تهديداً، وتحول النزاع في أفغانستان إلى حرب أهلية بين حركة طالبان وقوات الرئيس كارزاي».