نفى المبعوث الدولي الجديد إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أن يكون قد قال إنه «من المبكر الحديث عن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد»، وهو التصريح الذي انتقدته المعارضة السورية بشدة وطالبت الإبراهيمي بالاعتذار عنه. وقال الإبراهيمي إنه لم يمض على تعيينه في هذا المنصب إلا يومين ولم يذهب بعد إلى القاهرة حيث مقر الجامعة العربية ولا إلى نيويورك حيث مقر الأممالمتحدة، موضحاً أن ما صرح به في مقابلة مع وكالة «رويترز» هو انه «من السابق علي أنا أن أقول أي شيء في ما يتعلق بمضمون القضية (تنحي الأسد)... هذا الذي قلته». وأضاف في توضيحات إلى «الجزيرة» القطرية أمس «أما (عن مسألة) أن يتنحى الأسد أو لا، لم اقل انه لم يحن الوقت ليتنحى الأسد». واعتبر انه إذا كان هناك من اعتذار يجب تقديمه، فيجب الاعتذار له لأنه «كان يمكن أن يتصلوا ويسألوني» في إشارة إلى «المجلس الوطني السوري» الذي طالبه بالاعتذار. وقال الإبراهيمي «أنا الآن في طريقي إلى نيويورك لمقابلة المسؤولين في الأممالمتحدة .. بعدها افكر في هذا الموضوع وفي المواضيع الأخرى». وأضاف «المجلس الوطني السوري أهلاً وسهلاً بهم لكن ليس عبر الجزيرة» يكون التواصل معهم، مؤكداً أن احد أعضاء المجلس اتصل به السبت ولم ينقل إليه أي لوم أو عتب من المجلس. ورداً على سؤال عما إذا كان يعتبر انه يتعين على الأسد التنحي أم لا، جدد الديبلوماسي الجزائري المخضرم رفضه الحديث عبر الإعلام في هذا الموضوع، مؤكداً أن «هذه القضية كبيرة جداً، اكبر من أن أتحدث فيها عبر الجزيرة أو وسائل إعلام أخرى». وأضاف «أنا موجود وأهلاً وسهلاً بكل الناس ولكن لن أخاطب الناس عبر الإعلام.. أهلاً وسهلاً بالجميع ليتصلوا بي ونتحدث معاً كما يريدون». وأضاف إن «الشعب السوري يقتل كل ساعة... هناك مليونان ونصف المليون بحاجة للمساعدة الإنسانية العاجلة». وكان «المجلس الوطني» طالب أمس الإبراهيمي «بالاعتذار» للشعب السوري لقوله إنه من السابق لأوانه قول إن كان الأسد يجب أن يتنحى. واعتبر المجلس أن تصريحات الإبراهيمي تدل على «استرخاص دم السوريين واستهتار بسيادتهم على بلادهم وحقهم بتقرير مصيرهم»، مشيراً إلى أن الشعب السوري أعلن صراحة أنه «على الأسد ونظامه أن يرحل حالاً ويترك مكانه لنظام ديموقراطي حر ومدني». ورأى أن منح النظام السوري مزيداً من الوقت «يعني منحه رخصة بقتل عشرات الآلاف الإضافية من السوريين». وجاء موقف المجلس الوطني بعدما نقلت وكالة رويترز أن الإبراهيمي قال لها رداً على سؤال حول تنحي الأسد «من المبكر جداً بالنسبة لي أن أقول هذا. إنني لا أعرف بدرجة كافية ما يحدث». وأضاف الإبراهيمي بحسب رويترز: «هذا مبدأ أساسي آخر. لا ترفض أبداً أن تتحدث إلى أي شخص وإذا كان من أجل شيء فمن أجل فهم الموقف». ولم يجر الإبراهيمي أي محادثات مع الأسد لكنه قال إنه سيجتمع معه ومع زعماء المعارضة في أقرب وقت مناسب. كما أفاد الإبراهيمي خلال المقابلة بأنه يحتاج على نحو عاجل إلى معرفة الدعم الذي يمكن أن تقدمه له الأممالمتحدة. وأوضح أنه يدرك جيداً مشكلة مجلس الأمن، في إشارة إلى الانقسامات الدولية الواضحة في المجلس حول التعامل مع الأزمة السورية، مشيراً خلال المقابلة مع رويترز انه «سيحتاج لأن يستوضح على نحو عاجل مدى التأييد الذي ستمنحه إياه الأممالمتحدة لضمان حصول مهمته على فرصة أفضل للنجاح» بعد المشاكل التي تعرض لها المبعوث الأممي -العربي السابق كوفي أنان والتي أدت إلى استقالته. وقال الإبراهيمي في المقابلة التي تمت عبر الهاتف من باريس: «عندما أذهب إلى نيويورك سأطلب الكثير من الأشياء. كيف ننظم أنفسنا ومن الذي سنتحدث معه ونوع الخطة التي سنضعها». وأضاف: «سنبدأ مناقشة كل هذه الأمور ونوع التأييد الذي سأحصل عليه ونوع التأييد الذي سأحتاج إليه للقيام بهذه المهمة». وقال الإبراهيمي إنه سيتوجه إلى نيويورك ليقبل «رسمياً» مهمته وسيتوجه في وقت لاحق إلى القاهرة ليجتمع مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية. وسلم بأن المشاكل التي واجهها أنان دفعته للتروي في قبول الوساطة. وتابع: «عانيت كثيراً قبل تولي مثل هذه المهمة وكنت أبحثها مع الأممالمتحدة والأمين العام للأمم المتحدة وكيف يرون ذلك وكيف سأعمل في هذا السياق». وفي مقابلة منفصلة مع قناة تلفزيون فرنسا 24 قال الإبراهيمي إنه سيجتمع قريباً مع مجلس الأمن. وقال: «سنبحث بجدية شديدة كيف يمكنهم المساعدة». وأضاف: «إنهم يطلبون مني أن أقوم بهذه المهمة. إذا لم يدعموني فإنه ليس هناك مهمة. إنهم منقسمون لكنهم بالتأكيد يمكنهم أن يتحدوا على شيء مثل هذا وآمل بأن يفعلوا ذلك». وقال وهو يصف الوضع في سورية بأنه «مرعب تماماً» إنه سيبذل قصارى جهده لإيجاد سبيل لإنهاء الصراع المستمر منذ 17 شهراً.