دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب إلى عدم «تخريب» اتفاق جنيف حول مبادئ انتقال سياسي في سورية اقترحه الموفد السابق للجامعة العربية والأممالمتحدة كوفي أنان في نهاية حزيران (يونيو) الماضي. يأتي ذلك فيما قالت الصين إن الدول الغربية مسؤولة عن الخلافات في الأممالمتحدة حول سورية، محذرة من احتمال دخول الحرب الأهلية مرحلة جديدة خطيرة. وجاء هذا التحذير فيما تجري مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان محادثات في بكين حول الأزمة في سورية. وفي تصريحات أدلى بها خلال زيارة لبيلاروس، قال لافروف: «نحن مقتنعون بأنه يجب عدم تخريب ما أنجز في جنيف»، مؤكداً «أننا سنطلب في الأيام المقبلة من شركائنا (الغربيين) رداً واضحاً حول ما إذا كانوا موافقين على ما وقعوه في جنيف، وإذا قالوا نعم فلماذا لا يتخذون تدابير لتنفيذه». وأضاف لافروف: «يجب على كل الفاعلين في الخارج أن يمارسوا ضغطاً على كل الأطراف السورية ويتوقفوا عن تحريض المعارضة على مواصلة العمل المسلح». وتريد موسكو حلاً للأزمة عبر الحوار الداخلي وترفض أي تدخل خارجي في الأزمة. ومطلع آب (أغسطس)، أعلن كوفي أنان موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية استقالته من الوساطة موضحاً أنه «لم يتلق كل الدعم الضروري لهذه المهمة»، وقد عين في شباط (فبراير) وسينسحب رسمياً نهاية آب. وأشار أنان إلى عجز مجلس الأمن الدولي عن ممارسة الضغط على أطراف النزاع السوري وخصوصاً دمشق بسبب اعتراض موسكووبكين المنهجي الذي عرقل عدة قرارات في الأممالمتحدة تهدد نظام بشار الأسد بعقوبات. وفي بكين، كتبت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم أن الدول الغربية تحول دون التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سورية وتتحمل مسؤولية الخلافات في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة في هذا البلد. وكتبت الصحيفة في مقالة أن «الدول الغربية لم تتخل يوماً عن هدفها القاضي بإطاحة النظام في سورية وعززت بشكل متواصل دعمها للقوى المناهضة للحكومة». وتابعت أن هذه الضغوط الغربية والتي يهدف بعضها إلى فرض منطقة حظر جوي في سورية «قوضت وحدة الصف داخل مجلس الأمن الدولي ومنعت الأسرة الدولية من التوصل إلى توافق». واتهمت الصحيفة الدول الغربية بتحمل مسؤولية فشل مهمة أنان.