على متن الطائرة الرئاسية الأميركية- ا ف ب- أعلنت الولاياتالمتحدة أنها لا تستبعد أي خيار لضمان رحيل الرئيس السوري بشار الاسد بينما تتحدث تكهنات عن إحتمال فرض منطقة للحظر الجوي في سورية. وجاء هذا الإعلان في رد للناطق بإسم البيت الابيض جاي كارني على سؤال عن تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في تركيا التي أثارت تساؤلات بشأن تعزيز الدور الغربي في سورية التي تشهد اعمال عنف. وقال كارني أن "الرئيس (باراك اوباما) وفريقه لا يستبعدون أي خيار بينما نحاول مع شركائنا والشعب السوري، تحقيق الانتقال الدبلوماسي الذي تبدو سوريا بحاجة ملحة اليه". لكن كارني لم يتحدث بشكل واضح عن منطقة للحظر الجوي، مشدداً على أن الجهود الحالية للولايات المتحدة التي تقوم على مساعدة المعارضين بوسائل غير عسكرية وفرض عقوبات اقتصادية تشكل ضغطا على نظام الاسد. وكانت كلينتون اعلنت بعد محادثات مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو حول ما اذا كانت خطط واشنطن وحلفائها تشمل منطقة للحظر الجوي لحماية المدنيين السوريين. وقالت ان "المواضيع التي تتحدثون عنها هي بالتحديد تلك التي اتفقنا انا والوزير (داود اوغلو) على انها تحتاج الى تحليل اعمق". وأضافت "الحديث عن كل التحركات المحتملة شيء، لكن (في المقابل) لا يمكن اتخاذ قرارات منطقية بدون تحليل عميق وتخطيط عملاني". من جهتها، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند أن الولاياتالمتحدة تريد العمل مع المعارضة لتسريع سقوط الاسد. وقالت نولاند للصحافيين "في هذا الإطار، تحدثت وزيرة الخارجية عن التخطيط العملاني -- التخطيط للطوارىء -- الذي نقوم به مع الحكومة التركية وندرس كيف يمكننا دعم الذين يعملون على الأرض ويحاولون تسريع اليوم بدون أن نسبب بانفسنا معاناة اسوأ". وأضافت نولاند أن كلينتون التي عادت الى واشنطن، ستمضي الأسبوع في مشاورات مع دول اخرى حول سورية. وتصر واشنطن على رحيل الأسد كجزء من تسوية الأزمة في سورية التي تشهد منذ 17 شهراً نزاعاً مستمراً أسفر عن سقوط أكثر من 21 الف قتيل. لكن يبدو أن عواصم غربية عدة لا ترغب في تدخل عسكري آخر في الشرق الاوسط ولا حتى فرض منطقة لحظر الطيران كتلك التي أعلنها حلف شمال الاطلسي في ليبيا العام الماضي. وحذر ضباط أميركيون من أن فرض منطقة للحظر الجوي قد يتحول بسرعة الى تدخل عسكري أوسع كما حدث في ليبيا. من جهتها، رأت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أن النظام السوري يلجأ أكثر فأكثر الى سلاح الجو ضد المعارضين المسلحين. وقال المتحدث باسم الوزارة جورج ليتل أن الجيش الأميركي "لاحظ تصاعداً مقلقاً ومقيتاً في الهجمات الجوية التي يشنها النظام السوري"، معتبراً أن ذلك يمثل "نموذجاً آخر لسلوكهم الفاسد". ورداً على سؤال عما اذا كان البنتاغون يتحرك باتجاه فرض منطقة للحظر الجوي، قال "نخطط للحالات الطارئة". وأضاف أن "التركيز الآن هو بالتأكيد على وقف حمام الدم في سورية".