القول بأن الخميني كان يرفض العلاقات مع اميركا بالمطلق يجانب الحقيقة. كان الخميني يرى أن العلاقات القائمة بين واشنطن وطهران، هي علاقات «السادة بالعبيد، ولذلك لا بد من تغييرها لتصبح علاقات سليمة»، كما ورد في كتابه «صحيفة النور»، واذا لم يكن تغييرها متاحاً فلا حاجة لها، وكان يردد: «ماذا نفعل بالعلاقة مع اميركا؟ نحن لا نحتاجها، هم الذين يحتاجون العلاقات معنا». وفي خلاصة، نستطيع القول إن خطاب الخميني -الذي ما زال حاضرا بقوة إلى اليوم- تجاه الولاياتالمتحدة الاميركية لم يكن يرفض العلاقة بصورة مطلقة، لكنها كانت مشروطة بألا تكون قائمة على التبعية، ووضَعَ حدوداً واضحة وحادة بين العلاقة والتبعية. وحدد الخميني خمسة شروط للعلاقات السليمة والحسنة: الاحترام المتبادل – حق تقرير المصير – اجتناب اي شكل من أشكال إعمال السلطة أو البحث عنها – حفظ المنافع الوطنية – تحقيق العدالة. يرى الخطاب الإيراني في أغلبه، أن مسألته مع الولاياتالمتحدة الاميركية هي مسألة «الاستكبار والاستضعاف»، وترى إيران أنها تقف في جبهة المستضعفين في مواجهة الجبهة الأخرى «المستكبرين»، مع ملاحظة أن إيران وإن كانت تدّعي حماية المستضعفين، إلا أنها تتحدث عن نفسها دائما كمستضعف. ويقول رفسنجاني في مقابلة نشرتها فصلية الدراسات الدولية، إنه قام في السنوات الأخيرة من عمر الامام الخميني، بمخاطبته من خلال رسالة خطية، طرح خلالها سبعة موضوعات، نصح الخميني بأنها يجب أن تُحَلّ في حياته، لأنها بغير ذلك ستتحول إلى معضلة، وكان في مقدم هذه الموضوعات العلاقة مع اميركا.