ينتظر الشاب سمعان، الجندي الاسير البالغ من العمر 21 عاماً وقد تمدد على طاولة تحيط بها مكتبات، «بلا خوف» محاكمته من قبل المعارضين المسلحين وذلك منذ اسره في نهاية تموز (يوليو) في الباب على بعد 50 كلم من حلب. ويقول هذا الموظف السابق في مصنع بلاستيك الذي انضم الى الجيش السوري قبل 15 شهراًَ مع بداية الثورة على النظام، بتسليم قدري «لا رد لقضاء الله». ويؤكد «لست خائفاً من قرار المجلس لاني اعرف اني لم اقتل». ومُدد سمعان، المصاب في رجله، على طاولة خشبية وغطي بلحاف على رغم درجات الحرارة العالية جداً في قبو مركز التحكم التابع للمسلحين المعارضين في الباب والذي كان في السابق مقر مديرية التربية. ويروي الشاب بصوت خافت اصابته وأسره حين تراجع الجيش السوري في بلدة الباب الواقعة بين حلب والحدود التركية. وتمكن تنظيم «الجيش السوري الحر» من السيطرة نهاية تموز على هذه البلدة بالكامل بعد عشرة ايام من محاصرة مدرسة كان الجيش السوري يستخدمها قاعدة له. ويؤكد الجيش الحر انه اسر مئة عسكري. وأوضح عبد اللطيف عثمان احد قادة الجيش الحر في الباب ان كل كتيبة من كتائب هذا التنظيم المسلح المعارض «يدبر سجناً ويؤمن مجلساً اسلامياً يحاكم الاسرى». وأوضح ان الجنود الاسرى «سيحاكمون على جرائمهم اذا قتلوا او هاجموا مدنيين». وفي حال تبرئة الجندي الاسير فانه سيدعى الى الانضمام الى «الجيش الحر». واذا رفض يمنع من مغادرة القرية لضمان عدم التحاقه مجدداً بالجيش السوري او مده بمعلومات. ويقول منشق ان «الجيش الحر» يملك عيوناً كثيرة تتيح له التثبت من تورط الاسرى من عدمه في جرائم. وفي الباب ليس كل الجنود السابقين اسرى. فبعضهم منشق مثل خليل وعمر وقد اغتنما فرصة وجود كتيبتهم في هذه البلدة للهرب والانضمام الى المعارضة المسلحة. وقال خليل وهو سائق دبابة غيّر موقفه من النظام بعدما رأى «اشياء غير عادية» اثناء النزاع، «حين دخلت القوات المسلحة كنا نرغب في خدمة امتنا وليس القتل». وتحدث وزميله عن العلاقة السيئة بين الضباط والجنود وقصف المدنيين او الشعور بأن الجيش «سجن» يصعب الافلات منه. وقال عمر انه شاهد جنديين اثنين يتعرضان للرصاص لانهما حاولا الفرار. ومات احدهما في المكان في حين اوقف ضباط الثاني بعد اصابته في رجله ولا يعرف شيء عنه. ويوضع العسكريون الذين يشتبه في سعيهم للانشقاق في الصفوف الامامية في الجبهة، بحسب ما قال مقاتل جريح. واذا حاولوا الفرار يقتلهم رفاقهم في الصف الثاني من الجبهة.