دعا رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس زوار الحرم المكي الشريف إلى التراحم والتسامح، ومراعاة حرمة رمضان والمسجد الحرام، ووجّه حديثه للنساء مذكراً إياهن بأن بيوتهن خير لهن، وللمعتكفين بالقول «الحرم ليس فندقاً». وكان شهر رمضان الذي يعظّمه المسلمون كافة ويقصدون فيه مكة لأداء العمرة، يأتي للمرة الأولى والسديس رئيساً لشؤون الحرمين، فوجّه بصفته تلك كلمة إلى المصلين أمس بعد صلاة العشاء، ركز فيها على تذكيرهم ب «شرف الزمان الذي هو العشر الأخيرة من رمضان، وشرف المكان الذي هو الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً» كما قال. وتناول في كلمته شؤوناً عدة، اعتبرها تستحق الاهتمام من جانب رواد المسجد، من بينها «الانشغال بالجوالات والتصوير، والجلوس في الممرات، وتبرّج بعض النساء واختلاطهن بالرجال، ومخالفات بعض المعتكفين». لكن السديس الذي عرفه المصلون على مدى نحو ثلث قرن إماماً وخطيباً للحرم، لم يكشف لهم عن صفته الجديدة التي يحدثهم بها، وإنما مضى مذكراً النساء بأن «بعض الأخوات يأتين إلى الحرم، مخالفات لبعض التعاليم الشرعية، متعطرات، متبرجات، غير محجبات، يختلطن بالرجال». وذكرهن بحديث نبوي يقول «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن»، في إشارة إلى أنه يفضّل أن يلازمن البيوت عوضاً عن مزاحمة الرجال في الحرم. أما المعتكفون فإن السديس اعتبر بعض تصرفاتهم من الملاحظات التي يراها منافية لالتزام الأدب مع بيت الله، الذي دعا إليه، وقال «الإخوة المعتكفون تقبّل الله منهم، ولكن الحرم ليس فندقاً». وهو بذلك يلمح إلى لزوم بعض المعتكفين الحرم طوال الشهر حتى أثناء النوم، ومزاحمة المصلين. وكانت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين خصصت في عهد رئيسها السابق بدروم الحرم (القبو) للمعتكفين، وسمحت لهم بالنوم فيه ولزومه طوال المدة، إلا أن تنبيه السديس بالأمس للمعتكفين، ربما يعني أنه لن يسمح بالاستمرار على ذلك التنظيم. إلى ذلك، دعا السديس الجميع إلى «التعاون على البر والتقوى، ولنحذر من صور الايذاء، فقد قال الله تعالى، (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)، ونعرف ما شرعه الله من تعظيم للبيت وعناية به، ثم ما بذله ولاة الأمر من عناية فائقة وخدمات جليلة، فينبغي أن نتعاون معهم، لاسيما وأن هذا الموسم يشهد ازدحاماً عظيماً، ويشهد شدة في الحرارة، فينبغي أن يتعاون المسلمون، وأن يتراحموا، وأن يتسامحوا، وأن يلين بعضهم بأيدي بعض، فنتعاون جميعاً على إظهار ديننا بصورته المشرقة ومجتمعنا المسلم وهذا الحرم الشريف بما شرفه الله عز وجل».