بعد حادثة «بلجرشي» التي راح ضحيتها الأخ «عبدالرحمن الغامدي»، رحمه الله تعالى، وأصيبت زوجته وأطفاله بإصابات بالغة، نسأل الله بمنه وكرمه أن يعجل بشفائهم جميعاً، أقول بعد هذه الحادثة، سلت وسائل الإعلام بقنواته الموجهة وبكتابه المعروفين أصحاب التوجهات المائلة، سيوفها الجارحة نحو «نحر» جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، متهمين - كعادتهم - أعضاءها بارتكاب هذه الجريمة، طفقوا يشنعون بها تارة ويطالبون بإلغاء جهازها تارة أخرى، هكذا مرة واحدة! حينها وقفت متفرجاً على - غير عادتي - وكما يقولون كدت أطير بالعجة و أصدق الكذبة، ولكن لما كنت من أكثر المؤيدين لهذا الجهاز منذ عرفت الحياة، أسير على خطى والدي، رحمه الله، الذي كان «بالزلفي» علامة فارقة في حرصه على إقامة هذه الشعيرة والمحافظة عليها، وكنت من المدافعين والمنافحين عنها بقلمي بهذه الصحيفة الموقرة وبغيرها، آثرت التريث حتى تنجلي الحقائق وتقول الجهات المختصة «الكلمة الفصل» في هذه الحادثة الأليمة. توجهي هذا ليس من منطلق تقديس الهيئة أو تزكيتها، حاشا وكلا! لكن لكونها حارسة - بإذن الله - للفضيلة والأخلاق والسلوكيات الحسنة في بلادي العزيزة، هاكم يا رعاكم الله بعض العينات من إفك الأفاكين في الإعلام، عنوان خبر في إحدى الصحف يقول «مقتل مواطن وبتر يد زوجته وإصابة طفليهما بعد مطاردة «الأمر بالمعروف»...»، وعنوان خبر آخر يقول»لجنة عليا للتحقيق في وفاة مواطن وإصابة أسرته في مطاردة الهيئة»، لكن لما أراد الله فضح الأصوات الصفراء والأقلام الرمادية التي انبرت للمسارعة في اتهام الهيئة منذ الوهلة الأولى، دونما تريث لحين خروج الحقائق، وأراد الله للحق أن يحصحص، خرج أمير منطقة الباحة «مشاري بن سعود بن عبدالعزيز» بكل ثقة وشجاعة وتجرد، ليعلن الحقائق ويبرئ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويبين المتسبب الرئيس، عندئذ صمتت تلك الأقلام ولم تنبس ببنت شفة، وخرست تلك القنوات المشبوهة التي اغتنمت الفرصة للوقيعة في المجتمع، حتى جلبت كل من هب ودب وجيشت «المنتقين» للحديث عن الهيئة باعتبارها - في نظرها - جداراً قصيراً أو مائلاً يسهل القفز عليه. بلادنا قامت ولا تزال على منهج شرعي وسطي لا مثيل له في عالم اليوم، رضي من رضي أو سخط من سخط من «حساد النعم»، الشمس لا تحجب بغربال. «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» شعيرة أساسية من شعائر الدين، لا تستقيم الحياة إلا بإقامتها حق القيام، قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر...)، وقال عز من قائل (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)، هؤلاء النفر الذين انبروا في محاربة الهيئة وإلصاق التهم بها، يسوؤهم وصف هذه الأمة «بالخيرية» التي أرادها الله لها، أرادوا أعضاءها ملائكة معصومين عن الخطأ، تغافلوا اهتمام قيادة هذه البلاد ورموزها بها ودعمها دعماً لوجستياً، فضلاً عن دستور هذه البلاد القائم على شرع الله المطهر، وتغافلوا أيضاً ثناء الجهات الأمنية الأخرى المطرد لها، كثيراً ما نقرأ ثناء مسؤولي «مكافحة المخدرات»، ومسؤولي «الدوريات الأمنية»، و«مراكز الشرطة» على هذا الجهاز وأدواره الفاعلة في القبض على مروجي المخدرات والسحرة والدجالين ومبتزي النساء والتحرش بهن. يؤسفني أن يضطلع بهذه المهمات، نفر من «ربعي» غير مكترثين بالعاقبة، يقدمون خدمة «خمس نجوم» للقنوات المشبوهة المعادية لبلادنا لا يحلمون بها، كالإعلام البعثي السوري، وإعلام حزب الشيطان، للتدخل في شؤوننا الداخلية وتصوير مجتمعنا وكأنه يعيش حالات صراع وانفصام تصادمية بين أطيافه وشرائحه، كما استغل هذا الإعلام الشيطاني غوغائية «العوامية والقطيف». أقف مشدوهاً ومفجوعاً وأصاب بالإزدواجية، حينما أقرأ وأسمع هذه الإتهامات للهيئة التي يجعل أصحابها من الحبة قبة، ولم يقم عليها دليل وحجة وبرهان، سرعان ما تذهب كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً. مسكينة والله مسكينة، مظلومة والله مظلومة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، عملها ميداني صرف، لحراسة الفضيلة، في جهاد مستمر مع الخارجين عن الآداب، يتعرض أعضاؤها للخطر والقيل والقال، تصدق عليها مقولة «مأكولة مذمومة» تحفظ الأعراض والأخلاق ثم تقابل بالسب والشتم والنيل من أعمالها الشريفة... ودمتم بخير. محمد أحمد الجوير [email protected]