صعدت إيران من تحركها السياسي والديبلوماسي خلال ال 24 ساعة الماضية بشأن مواطنيها ال 48 الذين اختطفتهم جماعة مسلحة يوم الجمعة بريف دمشق. وقام وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي بزيارة قصيرة إلى تركيا امس حيث بحث مع نظيره التركي احمد داود أوغلو الوضع في سورية ومصير ال 48 إيرانياً. وقال ديبلوماسي تركي إن صالحي اقترح القيام بهذه الزيارة ليلة أول من امس. فيما اكد بيان للخارجية الإيرانية: «بما أن الجيش السوري الحر الذي يدعي انه خطف هؤلاء الأشخاص مدعوم من تركيا، فإن زيارة وزير الخارجية هدفها تحذير أنقرة وتذكيرها بمسؤوليتها في هذا المجال». وحمل رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني امس الولاياتالمتحدة مسؤولية الحفاظ علي أرواح المختطفين الإيرانيين، باعتبارها الداعمة للجماعات المسلحة في سورية، قائلاً «الولاياتالمتحدة وبعض دول المنطقة مسؤولون عن قتل الزوار الإيرانيين... وسيتلقون رداً مناسباً في الوقت المناسب». وقال لاريجاني إن «مثل هذه الجرائم لا يمكن لها أن تثني الشعب الإيراني عن تحقيق أهدافه وإن الإدارة الأميركية وبعض دول المنطقة تتحمل مسؤولية هذه الجرائم». وحمل عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني كاظم جلالي «تركيا والداعمين للإرهابيين» مسؤولية الحفاظ علي أرواح المختطفين الإيرانيين. ودعا جلالي تركيا لإيقاف دعمها للمعارضة السورية المسلحة «وتلويث يدها بدماء الأبرياء عبر دعمها لإرهابيين»، لافتاً الى أن تركيا «تمتلك سجلاً مشرفاً في الوقوف أمام الأطماع الأميركية والكيان الصهيوني»، لكنه تساءل كيف يمكن لها أن تدعم الإرهابيين الذين يسعون لتحقيق مصالح الولاياتالمتحدة وإسرائيل في المنطقة. ورأي أن «المقاومة الإسلامية» التي تشكل سورية «محوراً رئيسياً فيها تعتبر الضامن لأمن واستقرار المنطقة في مواجهة الأطماع الصهيونية»، داعياً دول الإقليم مثل تركيا والسعودية وقطر إلى الابتعاد عن الوقوع في «برنامج الذل الذي ترسمه الصهيونية». في موازاة ذلك، زار وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي العاصمة التركية أنقرة لبحث التطورات السورية وقضية المخطوفين الإيرانيين. وتسعى طهران لإقناع المسؤولين الأتراك إلى المشاركة في الاجتماع الوزاري التشاوري الذي يعقد في طهران غداً الخميس لبلورة مشروع حل للأزمة السورية. واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران باعتباره راعي المصالح الأميركية في إيران لتسليمه رسالة تحذير للولايات المتحدة « التي تدعم الجماعات المسلحة في سورية المسؤولة عن اختطاف الزائرين الإيرانيين ال48». ورداً على الانتقادات الإيرانية، نددت الخارجية التركية بالاتهامات لها بالمسؤولية عن إراقة الدماء في سورية وتحذرها من أنها ستكون التالية ووصفت الوزارة هذه التصريحات بأنها غير مقبولة وغير لائقة وحضت إيران على الحفاظ على علاقات الجيرة. وقالت الخارجية في بيان «من غير المقبول وغير اللائق أن يواصل مسؤولون إيرانيون في مناصب مختلفة استهداف بلدنا بتصريحاتهم على رغم أن سياستنا الخارجية القائمة على المبادئ معروفة للجميع». وأضافت «الجميع يعرفون من المسؤول في سورية وخارجها عن المأساة الإنسانية التي سببها النظام السوري. وسيحاسبهم التاريخ والضمير الإنساني». وحمل مدير دائرة أميركيا الشمالية في الخارجية الإيرانية رضا زبيب الولاياتالمتحدة مسؤولية الحفاظ علي أرواح الإيرانيين المختطفين، معتبراً أن الحادث يتعارض مع القوانين الدولية وحقوق الإنسان، في الوقت الذي استلمت فيه السفارة السويسرية في طهران مذكرة معاون وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان موجهة للحكومة الأميركية أيضاً حملت فيها الولاياتالمتحدة مسؤولية الحفاظ علي أرواح المخطوفين استناداً إلى «الدعم العلني الذي تقدمه الولاياتالمتحدة للجماعات الإرهابية المسلحة وتزويدها بالسلاح». وتابع المسؤول «نتوقع من الدول المسؤولة بشكل ما عن الأحداث في سورية أن تتخذ الإجراءات الضرورية لضمان امن الزوار الإيرانيين وعودتهم إلى إيران» مشيراً إلى أن طهران طلبت من تركيا وقطر التدخل للتوصل إلى إطلاق سراحهم. وأعلنت «كتيبة البتراء» التي تبنت عملية احتجاز 48 إيرانياً في سورية في بيان عاجل على موقع فايسبوك أول من امس مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق. وأكد البيان انه «ثبت تورط (المخطوفين) بأنهم عناصر للحرس الثوري» وليسوا زواراً.