أعلنت مصادر أمنية أميركية أن المسلح الذي اقتحم معبداً لطائفة السيخ في بلدة أوك كريك بضاحية ميلووكي في ولاية ويسكونسن (شمال) أول من امس، وقتل بالرصاص 6 أشخاص وجرح 3 آخرين قبل أن ترديه الشرطة، من قدامى الجيش ويعتقد بتفوق العرق الأبيض. ولا يزال مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) يحاول تحديد دافع الجريمة، وذلك بعد نحو أسبوعين على حادث إطلاق نار داخل صالة سينما في أورورا بولاية كولورادو، حيث قتل 12 شخصاً، وكذلك في احتمال تصنيفها باعتبارها «إرهاباً قومياً». وصرح كانوارديب سينغ كاليكا، أحد المصلين داخل المعبد، بأن «المهاجم حمل وشماً على ذراعه كتب عليه 9 - 11»، نسبة إلى اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 التي نفذها متشددون من تنظيم «القاعدة»، «ما يشير إلى ارتكاب الجريمة بدافع الكراهية». هجمات متزايدة ولم يستبعد قائد شرطة أوك كريك، جون إدواردز، هذا الاحتمال «خصوصاً أن أشخاصاً كثيرين يعتقدون خطأ بأن السيخ الذين يرتدون عمامة ويطلقون لحاهم هم مسلمون»، لكن أفراداً من طائفة السيخ في ميلووكي يشتكون منذ نحو سنة من تزايد حوادث السطو والتخريب لمحطات بنزين ومتاجر يملكونها. وأوضح إدواردز أن المهاجم، وهو في الأربعين من العمر، استخدم مسدساً نصف آلي من عيار تسعة ملليمترات لقتل أربعة أشخاص داخل مطبخ المعبد، حيث تولت نساء إعداد وجبة الأحد، ثم لاحق مصلين إلى الخارج حيث قتل ثلاثة منهم قبل أن ترديه الشرطة. وأشار إدواردز إلى أن «المسلح كمن لضابط شرطة ومساعدته اللذين استجابا لنداء استغاثة، وذلك قبل أن يقتله ضابط آخر بإطلاق النار عليه». ونقل الضابط الجريح إلى المستشفى، ويتوقع أن ينجو من الإصابة، وقال أطباء إن «اثنين من الضحايا في حال حرجة، بينهم رئيس المعبد ساتوانت كاليكا». ولاحقاً، حاصرت الشرطة مبنى من طابقين في ضاحية كوداهي، حيث أقام المسلح على بعد 4 كيلومترات من معبد السيخ، واستدعت خبراء قنابل لتفتيش المنزل، وحققت مع جيران المسلح الذي وصف بأنه «رجل طيب وهادئ». تنديد وأبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما حزنه للحادث، مشيداً ب «إثراء أبناء طائفة السيخ الولاياتالمتحدة، وانضمامها إلى عائلتنا الأميركية الكبيرة». وأكد أن إدارته ستقدم كل الدعم اللازم للمسؤولين الذين يواجهون هذه المجزرة المأسوية. وسارعت منظمة الأحمدية، اقدم المنظمات المسلمة في الولاياتالمتحدة، إلى «التنديد بحادث إطلاق النار ضد مصلين»، داعية إلى «إيلاء مزيد من الاهتمام للتعليم الديني من اجل بناء مجتمع اكثر تسامحاً وسلمية». وفيما أعلنت السفارة الهندية في واشنطن إرسال احد ديبلوماسييها إلى معبد السيخ في ويسكونسن، ندد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ب «الاستهداف العنيف والمجاني لمكان عبادة، مؤكداً «تضامن بلاده مع جميع الأميركيين الراغبين في السلام». وأضاف: «نأمل بأن تهب السلطات لمساعدة العائلات الثكلى، وأن تضمن عدم تكرار أعمال مماثلة في المستقبل». وفي إيطاليا، أبدى وزير التعاون الدولي والإندماج أندريا ريكاردي شعوره العميق بالصدمة من مهاجمة معبد السيخ، مؤكداً «ضرورة الحفاظ على اليقظة ضد الأشخاص الذين يدعون إلى الكراهية». وأضاف: «كل أنواع القتل الجماعي عبثية، والجريمة تجعلني افكر بالاندفاع نحو العنف في المجتمع الأميركي، مع الأمل بعدم حدوث ذلك في إيطاليا وأوروبا، على رغم أن حدثاً مشابهاً حصل في تولوز»، حين قتل الفرنسي من اصل جزائري محمد مراح 4 أشخاص في آذار (مارس) الماضي.