في ولاية ميزوري الأميركية، حيث جامعة ميزوري البحثية العريقة في مدينة كولومبيا «غرب مدينة سانت لويس، التي تشهد مظاهرات منذ بدايات آب (أغسطس) الجاري» ، يعمل طالب الدكتوراه السعودي خالد سرحان المطيري ضمن فريق بحثي لتطوير المضخات الذكية لشركة بوينغ، إحدى أكبر الشركات في تصنيع الطائرات المدنية في العالم، ويسجل للمطيري أنه الطالب السعودي من برنامج الابتعاث الخارجي الذي يعمل في مشروع تطوير المضخات الذكية للشركة الأميركية. ويؤكد طالب الدكتوراه خالد سرحان المطيري (أب لطفلين) انقضاء عامين من عمر المشروع البحثي المهم الذي سيسهم في شكل كبير في تطوير صناعة الطيران المدني في العالم، «وسيفتح المجال أيضاً لتطوير صناعة النفط وتحلية المياه في العالم»، مشيراً إلى أن المضخة سيتم تصنيعها في مركز بحثي داخل أسوار جامعة ميزوري بكولومبيا، من طريق الفريق البحثي المشارك فيه كباحث مساعد. ويقول المطيري الذي بالكاد أكمل ربيعه ال38 والدارس في الجامعة البحثية العريقة منذ عام 2011، والذي حصد منها درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية ل «الحياة»، إن المضخة التي نبحث تطويرها لا يوجد فيها أي جزء ميكانيكي «هي أنبوب فارغ لا يوجد به أي جزء متحرك، نحن نحاكي المسألة فيزيائياً، إذ تحتاج المضخة إلى دمج حالتين (غاز وسائل) اعتماداً على مبدأ الزخم الفيزيائي، لاستخدام المائع الثانوي في الصناعة وعودة المائع الرئيس للدائرة مرة أخرى». ويتابع: «في أربعينات القرن الماضي، أنتج عالمان مضخة مماثلة ولكن تسخدم حالة مائع واحدة، إما (سائل وسائل) أو (غاز و غاز)، بيد أننا نعمل على ابتكار حالتي مائع (سائل مع غاز) وهي محاولة جديدة، سنرى نتائجها في نهاية المشروع البحثي خلال العامين القادمين»، مبيناً أن شركة بوينغ لصناعة الطيران المدني تعاني من مشكلة عدم الاستخدام الكامل للوقود في جسم الطائرة، ما يجعل شركات الطيران تخسر نحو 25 في المئة من وقودها قبل الهبوط من دون استخدامه، إضافة إلى الكمية الكبيرة من التلوث البيئي الذي يحدثه تفريغ الوقود في الجو، «من هنا انطلقت فكرة تصميم هذه المضخة الذكية للاستفادة من كامل الوقود من دون طرده قبل الهبوط». ويوضح المطيري أن ما أنجزه حتى الآن لم يكن ليتحقق لولا وقوف أسرته بجانبه، «لقد تحملت أسرتي كثيراً من المتاعب، وانشغلت كثيراً بمشاريعي البحثية عن زوجتي وطفليّ سرحان ذو الأعوام الأربعة وتالا التي ستكمل ربيعها الثالث في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل»، مضيفاً: «والدي سرحان لافي المطيري والذي يقطن في جدة، رغم أميته، إلا أنه اهتم بتعليمي مع إخواني وأخواتي حتى باتت الأسرة في مستوى تعليمي يرضي غروره، لقد كان حريصاً على التفاصيل العلمية ويهبّ دوماً لحل الإشكالات التي تواجه أبناءه في الجوانب التعليمية وفي مناحي الحياة كافة، أعتز به وبتربيته». وكان المطيري تولى دفة رئاسة النادي السعودي الطلابي في مدينة كولومبيا بولاية ميزوري (وسط الولاياتالمتحدة الأميركية) في عام 2012، والذي كُلف في حينه بتكريم عمدة مدينة كولومبيا كمبعوث من الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن، كما حظي بتكريم من جامعة ميزوري بكولومبيا على ما قدمه للطلبة السعوديين خلال فترة رئاسته من أعمال تطوعية.