أكدت شركة «مرافق» الكهرباء والمياه في الجبيل وينبع أمس، أن الأزمة العالمية أثرت في تمويل مشاريع الشركة التوسعية، وأوضحت أن بنوكاً محلية وخارجية لم تستطع إقراض الشركة مبالغ كبيرة نتيجة للظروف المالية التي تمر بها وأنها تدرس استراتيجية جديدة للتمويل من خلال مصادر أخرى، وأنه تم الطلب من وزارة المالية لدعم الشركة في مشاريعها المستقبلية، مضيفة أن طرح الشركة للاكتتاب العام لن يتم قبل منتصف عام 2011. وقال رئيس شركة مرافق المهندس ثامر الشرهان في حفلة توقيع الشركة اتفاقاً أمس مع شركة هانوا الكورية لأعمال الهندسة والإنشاءات، لإنشاء وحدتين من التوربينات البخارية سعة كل منهما 250 ميغاواط في المحطتين البخاريتين الخامسة والسادسة في ينبع، بكلفة تصل الى 2.7 بليون ريال، لتزيد الطاقة الإنتاجية من 1000 إلى 1500 ميغاواط، إن شركة مرافق تقوم بإعداد استراتيجية ستطبقها خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن «الاتفاق الذي تم توقيعه شمل إنشاء وحدتين من التوربينات البخارية لمحطة كهرباء الشركة في مدينة ينبع الصناعية، مضيفاً أن «المشروع سيبدأ خلال آب (أغسطس) المقبل، ومن المرجح أن تنتهي من الوحدة الأولى بحلول أيار (مايو) 2012، والوحدة الثانية في تموز (يوليو) في العام ذاته»، وأن الشركة حرصت على إدخالها في الخدمة قبل فترة الصيف، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة. وأبان أن «المدة الزمنية للمشروع ثلاث سنوات، وسيتم تركيب محولات 380 فولتاً وكابلات 115 كيلوفولت، إضافة إلى تركيب أحدث أجهزة الرقابة والتحكم الكهربائية، مشيراً إلى أن هذا المشروع يعد خطوة مهمة لدعم قطاع الكهرباء في المنطقة، ومواكبة الطلب المتزايد على الخدمات الكهربائية، الذي شهد تزايداً في القطاع الصناعي بشكل خاص خلال السنوات الماضية، وهو ما دفع الشركة إلى تشكيل فريق خاص لوضع خطط للحصول على مصادر الطاقة الكهربائية بشكل موقت، من طريق شراء بعض المولدات الكهربائية بسعة 40 ميغاواط التي تكفي لتوليد الطاقة لفترة زمنية محدودة. وأوضح أن شركة الكهرباء السعودية ستشتري كامل الطاقة المنتجة من المحطة بعد الانتهاء من المشروع بموجب الاتفاق الموقع معهم، وذلك من أجل التوسع في مشاريعها المستقبلية. وكشف الشرهان أن الأزمة المالية العالمية أثرت في مشاريع الشركة التوسعية الكبيرة، التي لا تستطيع تمويلها ذاتياً، وأنها بحاجة إلى تمويل خارجي من البنوك المحلية والخارجية، وأن بعض البنوك لم تتمكن من إقراض الشركة مبالغ كبيرة نتيجة الظروف الاقتصادية، مشيراً إلى أنه تمت إعادة درس استراتيجية الشركة في التمويل والبحث عن مصادر أخرى، لافتاً إلى أنه تمت مخاطبة وزارة المالية في وقت سابق لدعم الشركة في مشاريعها المستقبلية. واعترف بوجود مشكلة في تسرب كميات من مياه الشرب خلال الفترة الأخيرة في محافظة الجبيل، مبيناً أنه يتم أخذ المياه من المؤسسة العامة للتحلية، وأنها غير كافية لسكان المحافظة، مشيراً إلى أنه تم تقليص الاستهلاك ليكون على قدر الحاجة، لافتاً إلى أن الشركة قللت ضغط المياه في الأنابيب لتفادي التسرب، وهو ما أدى إلى انحسار المشكلة. وأضاف أنه تم الاتفاق مع إحدى الشركات على توسيع المحطة الصناعية للصرف الصناعي والصحي في محافظة الجبيل، وأنه سيتم إنجاز المشروع خلال سنتين. ولفت إلى أن تحويل «مرافق» إلى شركة مساهمة سيتم من طريق طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام الذي تمت الإشارة إليه في 2007، لا يزال قيد الدرس والتخطيط، وأن هناك بعض المسائل التي يجب حلها قبل طرحها في سوق الأسهم السعودية، من بينها درس التعرفة وتنظيمها، والخطط المستقبلية، لافتاً إلى أنه من المرجح الانتهاء منها بحلول منتصف عام 2011. وقال: «تتمثل أولويات مجلس إدارة الشركة في الوقت الحالي في تطوير الكوادر البشرية، وتدريب الشباب السعودي، والتوسع في الخدمات المقدمة للمواطن». من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة هانوا الكورية هانغ تشنغ أن السوق السعودية تشهد وفرة في الفرص الاستثمارية للشركات الأجنبية، من خلال المشاريع الكبيرة التي تم تنفيذها، مضيفاً أنهم على علم بوضع السوق والفرص المتاحة فيها، خصوصاً أن الشركة تنفّذ مشروعين كبيرين في المملكة، في ظل الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية من الشركات والمصانع.