تسلم رئيس الحكومة الموريتاني الجديد يحي ولد حدمين مهام منصبه امس، خلفاً لمولاي ولد محمد لغظف الذي قدم استقالته الاربعاء، متيحاً بذلك في المجال امام تكليف خلفه برئاسة الحكومة الاولى في الولاية الثانية للرئيس محمد ولد عبد العزيز التي بدأت في مطلع آب (اغسطس) الماضي. وكان ولد حمدين وزيراً للنقل في الحكومة السابقة. وباختياره على رأس الحكومة، أبقى ولد عبد العزيز المنصب في يد سياسي من شرق البلاد، فيما تشهد البلاد تنافساً بين اقطاب الغالبية الحاكمة، يترافق مع طموحات النخب السياسية الشابة في المشاركة في الحكم. ويتوقع ان ينعكس هذا الامر على التشكيلة الحكومية التي سيقدمها ولد حمدين خلال الايام المقبلة. ولم تبادر الاحزاب الاسلامية المعارضة التي قاطعت الانتخابات الرئاسية في 21 حزيران (يونيو) الماضي، الى ابداء موقف من تعيين ولد حمدين، علماً ان بعض اطرافها المح الى مسؤولية رئيس الحكومة الجديد عن افلاس شركة لتصنيع المعادن مملوكة للدولة خلال توليه ادارتها عام 1989. لكن مراقبين كثيرين اشاروا الى ان رئيس الحكومة الجديدة (60 سنة) معروف بمناقبيته واعتداله وانفتاحه واخلاصه في العمل، وهو خريج احد معاهد الهندسة في كندا ومتزوج من كندية، لديه منها أربعة ابناء. وتوقف مراقبون عند انتماء ولد حمدين الى مدينة جنكي حيث خسر حزب «الاتحاد من أجل الجمهورية» الحاكم الانتخابات الاشتراعية والبلدية اواخر العام الماضي، وذلك للمرة الاولى منذ عام 1991. وحمل البعض في حينه ولد حدمين مسؤولية هذه الخسارة باعتباره أبرز سياسيي المنطقة المنتمين الى الحزب الحاكم.