لم يؤثر شيء في تهدئة حرارة أجواء مدينة الرياض الآخذة في الارتفاع منذ أكثر من شهر، إلا دخول موجة غبار أمس، ليعيش سكان العاصمة مزيجاً من الحر والغبار الذي من الممكن أن يعاودهم خلال الأيام المقبلة بحسب الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ما دعا مستشفيات المنطقة للاستعداد لأية مشكلات مصاحبة. وأوضح المتحدث الإعلامي للمديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض سعد القحطاني، أن المديرية كانت على علم بإمكان حدوث عاصفة ترابية يوم السبت، الأمر الذي دفعها إلى توجيه جميع مستشفيات الرياض بأخذ الاستعدادات اللازمة في مثل هذه الحالات، لافتاً إلى أنه لم يتم رصد إصابات اختناق أو غيرها. وقال القحطاني ل«الحياة»: «جميع المستشفيات لديها توجيه منذ وقت مبكّر من صباح أمس، بضرورة أخذ الاحتياطات المطلوبة والاستعداد التام لإمكان استقبال عدد من الحالات المصابة بسبب الغبار، إذ تعمل طوارئ المستشفيات في هذه الحالات على تجهيز القوى العاملة والأجهزة وموسعات الشعب الهوائية، وجميع الأوضاع كانت مستقرة، ولم نسجّل زيادة في عدد المراجعين عن المعدّل الطبيعي». من جهته، ذكر الاختصاصي الفلكي الدكتور خالد الزعّاق ل«الحياة» أن حال الغبار التي حدثت السبت كانت متوقعة، وأن إمكان عودتها خلال الأيام المقبلة وراد وقال: «غبار السبت كان نتيجة لمنخفض الهند الموسمي الذي ضرب العراق والكويت قبل يومين، ومن ثم زحف حتى وصل إلى المناطق الشرقية والجنوبية من المنطقة الوسطى، والمتوقع أن يبدأ هذا الغبار بالتلاشي اليوم الأحد، إلا أن إمكان عودته مجدداً وراد بشكل كبير، فحال الغبار هذه تشهدها منطقتا الرياضوالشرقية في كل عام، ولا تزال الموجات الغبارية متتالية بما أن منخفض الهند نشط، وهذا العام بلغ ذروته». وأضاف أنه لا صحة للرسائل التي تم تداولها أمس وأطلقت على موجة غبار الأمس «عاصفة الشبح»، وأن يوم غدٍ يدخل ما يسمّى بموسم «الكليبين»، «وهو آخر النجوم الحارة، ويتكون من نجمين هما الكليبين، والنجم الأول من سهيل، لافتاً إلى أن فيه تشتد الحرارة، وبنهايته ينتهي فصل الصيف الحار، ونقترب من فصل الصيف المعتدل. وفيما كانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة توقّعت أول من أمس حدوث نشاط في الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار ليوم أمس السبت، وأنها ستحدّ من مدى الرؤية الأفقية على مناطق شمال شرقي وشرق ووسط المملكة، ذكرت أيضاً أن الطقس لليوم الأحد لا يختلف عن أمس، إذ توقعّت أن يحدث نشاط في الرياح السطحية تثير الأتربة والغبار وتحدّ من مدى الرؤية الأفقية على أجزاء من مناطق شمال شرقي المملكة تمتد حتى منطقة نجران، فيما يبقى الطقس معتدلاً نهاراً ولطيفاً ليلاً على المصايف، مع فرصة لتكوّن السحب الرعدية الممطرة على مرتفعات الباحة وعسير وجازان ونجران، قد تشمل مرتفعات مكةالمكرمة.