اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية (إيريب) بتجاهل «إنجازات» حكومته، وحض «أقلية صغيرة متطرفة» على سلوك «طريق الاعتدال». وأشار إلى أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ووسائل إعلام أجنبية «قدّرت السياسات الخارجية والاقتصادية للحكومة»، منتقداً «إيريب» بسبب «لامبالاتها إزاء إنجازات الحكومة منذ تشكيلها قبل سنة». وقال في محافظة أردبيل: «الجميع في العالم ضاق ذرعاً من التطرف. عندما صوّت الشعب الإيراني العام الماضي لمصلحة الاعتدال (في انتخابات الرئاسة)، تصوّرت أن بلادنا فقط هي التي سئمت التطرف، لكننا نشهد الآن أن تركيا والدول العربية وحتى الأوروبية، تعلن أن الاعتدال هو الطريق القويم». وأضاف: «على الأقلية الصغيرة التي تتصوّر أن الطريق هو للتطرف، أن تأتي إلى طريق الاعتدال». ودعا روحاني «الجميع، خصوصاً الأساتذة وطلاب الجامعات والمثقفين»، إلى «احترام قرار مجلس الشورى» (البرلمان) حجب الثقة عن وزير العلوم رضا فرجي دانا، معتبراً أن «استجواب الوزراء من حقوق النواب وفق الدستور». ونقلت وكالة «فارس» للأنباء القريبة من «الحرس الثوري» عن الرئيس الإيراني قوله: «علينا جميعاً أن نتقبّل قواعد اللعبة في إطار القانون. نحترم رأي النواب ولسنا مستائين من الاستجواب، ويجب ألا يغضب أحد، لأننا جميعاً جنباً إلى جنب، على رغم أننا كنا نرغب في أن ينال وزير العلوم الثقة». ووصف فرجي دانا بأنه «شخصية علمية وجامعية محترمة»، وزاد: «لذلك أمرت بتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية». وشكر رئيس البرلمان علي لاريجاني روحاني، مشيداً ب «رد فعله الحكيم والمحسوب» على عزل فرجي دانا. ولفت روحاني إلى أن العقوبات الغربية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي، «ما زالت تثقل كاهل الشعب الإيراني». ورأى «ضرورة تحويل النفط ثروة إنتاجية، وأن تستفيد منه الأجيال المقبلة أيضاً، لا أن يُستهلك سريعاً ويُصرف لرواتب الموظفين». وأكد أن لدى إيران «إرادة جدية» لإبرام اتفاق مع الدول الست المعنية بملفها النووي، معرباً عن أمله بأن «تتوافر إرادة مشابهة لدى الطرف الآخر أيضاً». واعتبر أن إبرام اتفاق بين الجانبين «يخدم مصالح إيران والمنطقة والاقتصاد العالمي». أما عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، فأشار إلى أن اتفاق جنيف الذي أبرمته بلاده مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي «وفّر فرصة للتوصل إلى اتفاق نهائي» يطوي الملف النووي، مستدركاً: «ولو لم نتوصل إلى اتفاق، لن تحدث كارثة». وأشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أن بلاده والدول الست «سوّت غالبية المسائل الفنية والقانونية»، معتبراً أن الجانبين «يحتاجان لاتفاق سياسي في شأن القضايا المتبقية». وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت في تقرير، بأن إيران تفي بالتزاماتها وفق اتفاق جنيف، مشيرة إلى أنها استخدمت الشهر الماضي نحو 3.5 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، لصنع وقود نووي يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. على صعيد آخر، أطلقت السلطات الإيرانية بكفالة قيمتها نحو 65 ألف دولار، الصحافية صبا آذربيك التي تكتب في صحف مؤيدة للإصلاحيين. وكانت آذربيك التي أوقفت في 28 أيار (مايو) الماضي، غطّت هجوماً وحشياً شنّه حرّاس على معتقلين سياسيين في سجن إيفين، فاتهمتها السلطات بممارسة «دعاية مضادة للنظام». إلى ذلك، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن طهران أطلقت بكفالة مصوّرة صحافية كانت اعتُقلت في تموز (يوليو) الماضي مع مراسل الصحيفة جيسون رضائيان وزوجته الصحافية يغانة صالحي اللذين ما زالا محتجزين.