رجّح الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن تبرم بلاده والدول الست المعنية ببرنامجها النووي، اتفاقاً نهائياً يطوي الملف بحلول المهلة المحددة في 20 تموز (يوليو) المقبل، وإن لم يستبعد تمديد المهلة. في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر إن طهرانوموسكو «قد تبرمان عقداً حكومياً هذه السنة، لتشييد 4-8 مفاعلات نووية» في إيران، بما في ذلك بناء مفاعلَين إضافيين في محطة بوشهر النووية. وقال روحاني إن «المفاوضات وصلت إلى نقطة مهمة وحساسة وصعبة جداً، وإذا توافرت حسن النية لدى الدول الست، يمكن التوصل إلى اتفاق نهائي على قاعدة الربح للجميع»، مضيفاً: «لا يمكننا توقّع تسوية هذه المسائل خلال اجتماعين فقط، لكننا لسنا متشائمين في شأن التوصل إلى اتفاق». وتابع في مؤتمر صحافي في شنغهاي: «لا نستعجل التوصل إلى اتفاق، لكننا نريده لمصلحة الجانبين. العلامات والمؤشرات التي وصلتنا في الأيام القليلة الماضية، تفيد بأنه من المرجّح جداً إبرام اتفاق بحلول نهاية تموز». واستدرك: «إذا لم نتوصل إلى اتفاق، يمكن تمديد الفترة للأشهر الستة المقبلة». وزاد: «إذا لم نحقّق نجاحاً، ذلك يعني أن الطرف الآخر عنيد جداً، لأن حكومتي مستعدة لأن تكون منطقية وللتفاعل والتعاون مع بقية العالم. سياستي قائمة على التعاون، لا المواجهة، مع احتفاظها بمبادئها». وحضّ روحاني الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على التنبّه إلى «دول تريد إثارة مشكلات وراء الكواليس»، ومنعها من «تقويض» المحادثات. ولفت إلى «قضايا أرخت بظلالها على علاقات إيران مع العالم، نتجت من تحليلات خاطئة من الغرب وأحياناً إيران». روحاني الذي التقى نظيره الصيني شي جينبينغ، اعتبر أن إيران «يمكن أن تشكّل جسراً يربط بين الصين والشرق الأوسط»، مذكّراً بأن بكين هي الشريك التجاري الأول لطهران (45 بليون دولار سنوياً). وأشاد ب «التعاون الدفاعي» بين الصينوإيران، معتبراً أن «الظروف الإقليمية والدولية تتطلّب تطوير العلاقات» بين الجانبين. ودعا إلى «إحياء طريق الحرير في الظروف الجديدة، وأن تقف الشعوب الإقليمية جنباً إلى جنب». في غضون ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية موافقة إيران على تطبيق 5 تدابير جديدة، تنتهي «بحلول 25 آب (أغسطس)» المقبل، لتبديد مخاوف من أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي. وينص الاتفاق على «تبادل معلومات مع الوكالة في شأن مزاعم مرتبطة بتفجير مواد شديدة الانفجار، بما في ذلك إجراء تجارب واسعة على مواد شديدة الانفجار في إيران»، و»تقديم معلومات وتوضيحات» حول دراسات تتعلق ب «حساب ووضع نماذج» أُجريت في إيران حول نقل النيوترونات. وعلى طهران أن تتيح للوكالة «تفقّد مركز للبحوث وتطوير أجهزة الطرد المركزي»، و»تسهيل الوصول إلى ورشات تجميع أجهزة الطرد ومنشآت التخزين»، إضافة إلى «خلاصة توجهات الأمان والضمان في شأن مفاعل آراك» الذي يعمل بالماء الثقيل وقد ينتج بلوتونيوم بعد استكمال تشييده. على صعيد آخر، اتهم علي يونسي، مستشار روحاني لشؤون الأقليات العرقية والدينية، شبكة التلفزة الرسمية (إيريب) بأداء دور وسيلة إعلام معارضة ضد الحكومة. وقال: «يُفترض من الشبكة دعم الرئيس، فيما تعكس وجهة نظر الرأي العام في شأن الحكومة». وأوردت صحيفة «شرق» أن الشبكة منعت قبل أيام بثّ خطاب روحاني لمناسبة العيد الوطني للاتصالات والعلاقات العامة، على رغم ترتيبات مسبقة في هذا الصدد. وكانت الشبكة أخّرت مقابلة مع روحاني، إثر خلاف بين الأخير ورئيس الشبكة عزت الله ضرغامي.