قد تساعد ألعاب الفيديو المراهقين على محاربة الاكتئاب، ففي نيوزيلندا طوّر علماء نفس لعبة تتمحور على عالم خيالي ينقذ فيه الشبان العالم من اليأس. وبدلاً من أن تشجع هذه اللعبة المسماة «سباركس» المراهقين على التدمير من أجل المتعة، تساعدهم على مواجهة الاكتئاب انطلاقاً من وسيلة علاجية سلوكية ومعرفية. وأراد مصممو اللعبة تطوير أداة مسلية مخصصة للمرضى الذين غالباً ما يترددون في طلب النصح أو الذين ينزعجون من توصيات الراشدين. وفي عالم «سباركس» الخيالي، يتحول اللاعب إلى شخصية تدمر الأفكار السلبية بواسطة كرات نارية لإنقاذ العالم من اليأس والتشاؤم. وتشرح مديرة المشروع سالي ميري المتخصصة في علم نفس الأطفال، أن هذه المقاربة غير التقليدية تشد المراهقين لأنها تسمح لهم بمواجهة مشاكلهم بأنفسهم وعلى طريقتهم الخاصة. وتقول: «لسنا مضطرين لمعالجة المشاكل النفسية بطريقة جدية للغاية، فالعلاج لا يكون بالضرورة مثيراً للاكتئاب، بل يمكن أن يكون مسلياً أيضاً». وتعتبر نيوزيلندا من البلدان الغنية التي تسجل أعلى نسبة انتحار في صفوف الشباب، بحسب ما تظهر دراسات دولية. وتسعى سالي ميري إلى تسهيل وصول المراهقين إلى العلاج، وتقول: «الاكتئاب لدى الشباب هو ظاهرة دولية شائعة غالباً ما لا تعالَج». ويترافق الاكتئاب لدى الشباب عادة مع إخفاق مدرسي وانعزال اجتماعي. واستغرق تصميم اللعبة 14 شهراً، استناداً إلى رغبات مجموعة من المراهقين، لكن المصممين اضطروا للحد من المعارك الدامية والطلقات النارية المجانية التي طالب بها هؤلاء وإبدالها بالقدرة على تدمير الأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار إيجابية. وأظهرت نتائج اختبار سريري نشرت مطلع السنة، أن هذه اللعبة تحارب اليأس والاكتئاب بقدر الاستشارة الطبية النفسية. وأثارت «سباركس» اهتمام الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا وبريطانيا وبلدان أخرى غير ناطقة بالإنكليزية عبّرت عن رغبتها في ترجمة اللعبة.