قال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن أردوغان والرئيس الأميركي باراك أوباما ناقشا كيفية العمل معاً للإسراع بالانتقال السياسي في سورية خلال مكالمة هاتفية بينهما لبحث الأزمة. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن «المنطقة تشهد تغيراً كبيراً، فإما القبول بشرق أوسط جديد أو القبول بالفوضى»، موضحاً أن التغيير الذي تشهده المنطقة «يعد الأهم والأكبر في المئة عام الأخيرة». كما شدد أوغلو على أن أنقرة «لن تسمح بلبننة سورية». وتأتي تصريحات وزير الخارجية التركي قبيل زيارته المرتقبة إلى إقليم كردستان العراق اليوم لبحث أنشطة أكراد سورية في مناطق الشمال السوري مع مسعود بارزاني رئيس الإقليم. وقال بيان صادر عن مكتب أردوغان «تناولت المحادثات تنسيق جهود الإسراع بعملية الانتقال السياسي في سورية بما في ذلك ترك بشار الأسد السلطة وتنفيذ المطالب المشروعة للشعب السوري». وذكرت تقارير إعلامية تركية أن أردوغان وأوباما تحدثا لمدة 36 دقيقة. وأضاف البيان «أبدى الزعيمان قلقهما المتزايد إزاء الأوضاع الإنسانية التي تزداد سوءاً في سورية بسبب هجمات النظام السوري الذي يستهدف شعبه ووحشية النظام وفي الآونة الأخيرة في حلب». وناقش أردوغان وأوباما أيضاً الحاجة للعمل معاً لمساعدة المدنيين الذين يحاولون الفرار من العنف في سورية. وقال البيان «اتفق رئيس الوزراء أردوغان والرئيس أوباما على تنسيق الجهود لمساعدة السوريين الذين يضطرون إلى الفرار إلى تركيا ودول مجاورة». وأشاد أوباما ب «سخاء الأتراك» في الوقت إلى تستقبل فيه تركيا حوالى 44 ألف سوري هربوا من أعمال العنف في بلادهم في عشر مخيمات للاجئين. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية التركي إن «المنطقة تشهد تغيراً كبيراً، فإما القبول بشرق أوسط جديد أو القبول بالفوضى». وكرر داود أوغلو حديثه عن أن بلاده «لن تسمح في حال من الأحوال بوجود أي منظمات إرهابية على حدودها سواء كان حزب العمال الكردستاني أم تنظيم القاعدة أم غيرهما، ووجود مثل تلك المنظمات على حدودها سيعطيها المشروعية والحق للدفاع عن نفسها، وسيكون من حقها أيضاً اتخاذ كل التدابير اللازمة». كما شدد الوزير التركي في تصريحات إلى الصحافيين في أنقرة ليلة أول من امس، على أن تركيا «لن تسمح بلبننة سورية، «مشيراً إلى أن «الفوضى وبقاء السلطات الحالية في سورية من شأنها تحويل البلاد إلى لبنان جديدة، وتقضي بالتالي على وحدة وتماسك سورية واستقلاليتها». وقال داود أوغلو أيضاً إن السلطات التركية تعلم عدد وأماكن مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين تسللوا إلى سورية، معترضاً على المصطلح الجغرافي الجديد وهو «شمال سورية» وقال «لا توجد في سورية منطقة اسمها شمال سورية، هناك كتلة حدودية واحدة لتركيا تمتد من القامشلي وحتى اللاذقية على مسافة 900 كيلو متر،» وأشار إلى أن الحزب الديموقراطي الكردستاني السوري «متناقض في مواقفه، فبعد أن كان بالأمس يتعاون مع النظام السوري، نجده اليوم يحاول الاستفادة من الفراغ الموجود في البلاد». وأضاف أن أنقرة «منذ البداية توقعت أن الحال مع سورية سيكون أصعب بكثير من ليبيا ومصر.. وأمامنا ثلاثة خيارات: الأول أن نقف إلى جانب نظام الأسد، لكن ما الذي سيحدث لشعبيتنا في حال وقفنا إلى جانبه؟»، قالها متسائلاً. واستطرد «الخيار الثاني: سياسة عدم التدخل، كما كان الوضع في العراق، والثالث هو السياسة التي تتخذها الحكومة التركية حالياً إزاء سورية». وأشار الوزير في سياق رده حول إمكانية إقامة منطقة عازلة لاستيعاب عدد اللاجئين السوريين، إلى انه في حال وصل عدد هؤلاء إلى 100 ألف فإن مثل هذا الأجراء يمكن أن يتخذ، قائلاً «هذه المنطقة يمكن أن تقام في سورية وليس في تركيا بواسطة المجتمع الدولي». وأوضح أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يبلغ 43 ألفاً، و 26 جنرالاً سورياً و500 عسكري، بينهم 180 ضابطاً. كما اعتبر أوغلو أن الأزمة السورية بمثابة امتحان جاد لمنظمة الأممالمتحدة، لكنها بطيئة في معالجتها، معتبراً أن أحداث سورية تملي الضرورة لعملية إصلاح شاملة للمنظمة الدولية. وقال «لو قامت الأممالمتحدة باتخاذ موقف واضح لما قام الأسد بهذه الجرائم».