كتب المناضل الشيوعي اليوغوسلافي ميلوفان جيلاس كتابه «الطبقة الجديدة» عام 1957 ويتحدث فيه عن الطبقة التي سيطرت على المنافع - الملكية - العامة للدولة في الدول الشيوعية وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي. يتحدث المؤلف الذي سجن بسبب هذا الكتاب بتهمة معاداة الدولة والشعب عن زمن ستالين الذي فرض رؤيته الضيقة والمحدودة للماركسية والتي اشتهرت بالماركسية الستالينية التي حاولت القضاء على الفكر المتعدد للشيوعية وفرضت رؤية ستاتيكية - ساكنة وجامدة - للفكر الماركسي الذي بشر بالنظرة العلمية المتجددة للعالم والمجتمع وفرض ستالين رؤيته التي يمكن اختصارها بحكم الحزب الواحد وتمتع أعضائه بكل الامتيازات وحرمان الشعب من أبسط حقوقه وفرض العمل الشاق على الشعب في معسكرات العمل للتسريع بالتصنيع وحرق مراحل التطور الاجتماعي من الإقطاع الزراعي إلى بورجوازية الرأسمالية إلى مرحلة تطبيق الاشتراكية العلمية. وكانت إحدى نتائج هذه المرحلة نشوء الطبقة الجديدة بكل امتيازاتها وسيطرتها على الملكية العامة للدولة. يقول جيلاس في كتابه، بتصرف: إن شعور الشيوعيين الحزبيين بقوتهم آنذاك جعلهم يتصرفون في الملكية العامة بمطلق حريتهم اعتقاداً منهم بأنهم الوحيدون الذين لهم الحق في التعبير عن طبقتهم العاملة وبالتالي الاستفادة من منافع الدولة التي أقاموها من أجل العمال والفلاحين الكادحين، وكانت نتيجة ذلك السقوط المريع للشيوعيين كما تنبأ جيلاس بذلك في كتابه الآخر «ما بعد الطبقة الجديدة».