أكدت مصادر أمنية ل «الحياة» أن الأجهزة الأمنية اللبنانية حصلت منذ أول من أمس على كامل «داتا» حركة الاتصالات الخليوية من إحدى شركتي الهاتف الخليوي في لبنان (تاتش) وستحصل خلال الساعات القليلة المقبلة على كامل «الداتا» من الشركة الثانية (ألفا) بعد أن كان هذا الموضوع مدار تجاذب بين «قوى 14 آذار» وبين الحكومة ووزارة الاتصالات، ودفع الأولى الى تعليق مشاركتها في اجتماع «هيئة الحوار الوطني» الأسبوع الماضي في انتظار تسلم القادة الأمنيين هذه «الداتا». وفيما ينتظر أن يترأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان غداً اجتماعاً وزارياً قضائياً أمنياً هو الثاني لتقويم ما تقرر من آلية لتسليم أجهزة الأمن حركة الاتصالات لتمكينها من مواصلة التحقيقات في محاولتي اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب بطرس حرب، فإن التثبيت من ذلك سيؤدي الى إزالة شرط من شروط حضور قوى 14 آذار اجتماع هيئة الحوار الذي دعا إليه الرئيس سليمان في 16 آب المقبل. وينتظر أن يكثف الرئيس سليمان اتصالاته مع الفرقاء لتثبيت حضورهم هيئة الحوار، خصوصاً أنه كان وعد في اجتماعها الأخير بأنه سيتقدم بتصور حول الاستراتيجية الدفاعية و السلاح. وتتجه الأنظار اليوم الى مدينة صيدا التي ستشهد مرحلة جديدة من التحركات الهادفة الى معالجة الاعتصام الذي ينظمه إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير وأنصاره مطالباً بوضع سلاح «حزب الله» في تصرف الدولة، والذي أدى الى إقفال الأوتوستراد الشرقي للمدينة وتسبب بأضرار لعدد واسع من التجار. وتجتمع فاعليات المدينة السياسية والاقتصادية وهيئاتها المدنية، لإصدار موقف موحد من اعتصام الأسير بعد أن أخفقت كل الجهود في إقناعه بنقله الى مكان آخر لا يسبب الضرر لأبناء المدينة، وبعدما تسبب أخيراً في إشكالات أمنية عدة عند محاولة أنصاره التمدد على الأوتوستراد البحري الذي يصل المدينة بسائر مناطق الجنوب، وبيروت. ويجيء الاجتماع بعد مبادرة النائب بهية الحريري الى تجاوز الخصومة مع سياسيين في المدينة وتحديداً الأمين العام ل «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد والدكتور عبدالرحمن البزري، أول من أمس، وهو ما مهد الطريق لصدور موقف إجماعي عن اجتماع اليوم، سيؤدي عملياً الى تغطية شاملة لدعوة جمعية تجار صيدا الى الإضراب العام غداً احتجاجاً على استمرار الاعتصام. وأكدت الحريري التي التقت الرئيس سليمان أمس، في كلمة لها غروب أمس ،على «وحدة الأسرة الصيداوية لتبقى المدينة قلب الجنوب المحب والمنفتح والآمن لكلّ ساكنيها و عابريها، بعد أن تخلّت الحكومة عن مسؤولياتها تجاه المدينة وأهلها». وأضافت: «لم نوفّر جهداً إلاّ وقمنا به من أجل معالجة ما هو قائم وما هو مطلوب وليس بإمكانية صيدا أن تقدّمه أو هي مسؤولة عنه أو معالجته. ومن يتّخذ من صيدا وأهلها أوراق ضغطٍ لما لا طاقة لهم عليه وليس بمقدورهم تحقيقه، يضع صيدا وأهلها في ظروف بالغة الصّعوبة والضيق الذي لا طاقة لنا عليه». وطالبت الحكومة بالقيام بواجباتها ومسؤولياتها تجاه حفظ الأمن والاستقرار «مع حرصنا الشّديد على سلامة الجميع لأنّ ما من رابحٍ من العنف أياً كان شكله». واعتبرت أنّ القضايا المطروحة «مسألة وطنية رفيعة تعالج بالحوار وعلى أعلى المستويات ومن نمثّل ملتزمون بهذه القضايا في إطار الحوار». وأثنت على الدور الكبير لرئيس الجمهورية والسّعي الدؤوب لتقريب وجهات النّظر بين اللبنانيين وأكدت الالتزام بما جاء في إعلان بعبدا وبالمواقف الثّابتة لكتلتنا النيابية والمواقف المعلنة للرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السّنيورة. على صعيد آخر، شهدت مدينة طرابلس ليل أول من أمس وفجر أمس اشتباكات روعت أهل المدينة بين مناطق من باب التبانة وأخرى من جبل محسن، بدأت بخلافات وإشكالات فردية وما لبثت أن توسعت مخلفة 17 جريحاً بينهم 3 عسكريين من الجيش الذي تدخل ورد على النيران بالمثل ما أدى الى ضبط الوضع صباح أمس. وأعلنت قيادة الجيش في بيان لها أن قواه تستمر بتعقب المسلحين وتعزيز إجراءاتها لإعادة الوضع الى طبيعته. وقام الجيش بعمليات دهم لأماكن مطلقي النار وسير دوريات وأقام حواجز.