تأسس نادي عدن للتصوير الفوتوغرافي، أول العام الحالي، ويعدّ الأول من نوعه في عدن واليمن عموماً، إذ يشكّل وعاءً لاستيعاب هواة التصوير ومحترفيه، لتنمية مهاراتهم وصقلها بالتدريب وتنظيم المعارض وتبادل الخبرات. بادر إلى المشروع 25 شاباً تداعوا على «فايسبوك» لإنشاء صفحة «المصورين العدنيين»، وتوسّع ليشمل يمنيين وغير يمنيين، قبل أن ينطلق على أرض الواقع. وإذ يعبّر رئيس النادي نائف السيد عن طموح المجموعة في التوسع وفي افتتاح فروع في ثلاث محافظات هي تعز وصنعاء وحضرموت، فإنه يوضح أن «نادي عدن للتصوير» ليس جمعية خيرية أو سياسية، «وليس كل من يحمل كاميرا مصوراً، فهو ناد ثقافي بالدرجة الأولى، لا يهمنا عدد أعضائه بمقدار ما تهمنا أعمالهم، والباب مفتوح لمن يريد الانضمام، وسنعمل على اكتشاف هواة اليوم ومحترفي المستقبل». ويضيف أن الطاقات الموجودة ظهرت جلياً من خلال معرضين نظمهما النادي». لكن الطموح الأهم، وفق السيد، هو «كسر احتكار الشركات سوق معدّات التصوير، وغلاء الأسعار، نريد التوصل إلى بيع الكاميرا وأدواتها المختلفة بثمن معقول، لجعلها في متناول فئة أكبر، لا سيما الشباب، بالاستفادة من قانون اتحاد الجمعيات والأندية الرياضية الذي يسمح بإدخال معدات معفية من الضرائب تخدم تلك الاتحادات والجمعيات». ولعل اللافت هو إقبال النساء على هذا النشاط. رشا شكيل، مسؤولة القطاع النسائي في النادي، طالبة تصميم غرافيكي هوايتها التصوير الذي يرفد تخصصها ومهنتها بقيمة مضافة، وتؤكد «علينا إقبال كبير، من مختلف الفئات العمرية، ومثّلت النساء أكثر من نصف المسجلين للمرحلة الأولى، والتي تضم 70 عضواً، وهذا جميل جداً ومدعاة تفاؤل، فالمرأة اليمنية في تقدم ملحوظ وتنافس بقوة في مجالات كثيرة. والحال إن سوق مهنة التصوير تتسع أكثر فأكثر للنساء، لا سيما اللواتي يعملن في تصوير حفلات الزفاف والمناسبات الخاصة حيث تخصص قاعات للمدعوات النساء فقط. وبعدما اقتصرت هذه المهنة، منذ زمن، على الرجال، بدأت النساء تغزوها بحكم العادات والتقاليد التي تحظر على الرجال دخول القاعات المخصصة للنساء وتصويرهن. إيمان بلفقية من عائلة تهوى التصوير، وهي عضو في النادي. تطمح إلى أن تكون اسماً معروفاً في عالم التصوير. لم تأت وحدها، بل يرافقها شقيقها محمد، ذو الخمس سنوات، يتلمس طريقه مع الكاميرا... يريد، عندما يكبر، أن يصبح مصوّراً، على عكس المهن التي تعوّدنا الاستماع إلى الصغار يحلمون بها، فهذا عصر الصورة والفضاء الإلكتروني والمهن التي تقوم على الفرد. على طريقته، يعرف محمد ذلك من الآن. أما عبدالرحيم طومان، فهو فلسطيني درس طب الأسنان في جامعة عدن، لكن الأهم أنه عدني الهوى، ويعدّ من مؤسسي النادي ومسؤول الرقابة والتفتيش. يمارس التصوير منذ حوالى سنتين، إذ بدأ بكاميرا هاتفه الخليوي، ثم طوّر نفسه، بجهد فردي، وبدروس التصوير التي واظب عليها عبر الإنترنت، كما بالاستفادة من مقدّرات النادي، حتى صار يتعامل مع كاميرته الجديدة بحرفية متزايدة. ولم يعق غلاء أسعار الكاميرات طموح أعضاء نادي عدن للتصوير، وآخرين من غير الأعضاء. فمنهم من يصوّر بكاميرا الخليوي، على رغم أنها لا تتيح لقطات احترافية. إلا أنهم ما زالوا يختبرون «عين المصوّر» التي يتدربون لبلوغها، كما يجربون قدراتهم في اختيار الزاوية والتقاط الفكرة، ريثما تتاح لهم كاميرا رقمية محترفة. ويسجل للنادي نجاحه في مشاريعه، على رغم عمره القصير. إذ نظّم أعضاؤه معرضين للصور، ودورات تدريبية قصيرة (ليوم واحد) في فنيات التصوير، وأجريت إحداها في إطار رحلة في الهواء الطلق إلى «محمية الحسوة» في عدن، حيث انتشر المشاركون وحاول كل منهم الخروج بصورة «خاصة به».