سعى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى التخفيف من تصريحات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بشأن احتمال التدخل عسكرياً في شمال سورية. واعتبر داود أوغلو أن هناك مبالغة في تقييم بعض وسائل الاعلام التركية للوضع في شمال سورية والقول بأن الاكراد باتوا يسيطرون على كامل الحدود، مشيراً الى انه أمر غير صحيح. واعتبر الحديث بهذا الشأن قد يدخل في أجواء الحرب النفسية التي تريد دفع تركيا الى التحرك بتهور. واستدرك قائلاً «لا يجب أن يعتقد أحد بأن تركيا قد تقوم بمغامرات غير محسوبة وغير ضرورية» في اشارة الى الحديث عن احتمال دخول الجيش التركي شمال سورية لتشكيل منطقة عازلة. لكن داود أوغلو أيد تصريحات أردوغان في الحديث عن وجود بعض المدن التي سلمها النظام السوري لحزب العمال الكردستاني وقال ان تركيا من حقها اتخاذ ما يلزم من تدابير لحماية نفسها وأنها لن تسمح بتمركز الارهاب مهما كانت جهته أو منشأه على حدودها سواء كان حزب العمال الكردستاني أو تنظيم القاعدة. ورفض داود اوغلو الافصاح عن تلك التدابير التي يمكن أن تتخذها تركيا، إلا في الوقت المناسب على حد وصفه. وأكد داود أوغلو ما أعلنه اردوغان اول من امس من انه سيتوجه الى أربيل الاسبوع المقبل للقاء رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني لبحث الازمة السورية وتحركات حزب العمال الكردستاني. وأضاف داود أوغلو ان قنوات حكومته مفتوحة مع اكراد سورية، وأن الحوار معهم لم ينقطع ضمن الحديث الاوسع مع المعارضة السورية. وجاء حديث داود أوغلو الى «قناة 24» القريبة من الحزب الحاكم بعد ساعات من تصريحات أردوغان التي اثارت ردود فعل داخلية وخارجية عن احتمال تدخل تركيا عسكريا في شمال سورية، اذ اتهمت المعارضة القومية واليسارية حكومة أردوغان بجر تركيا الى الحرب في سورية. وقال دولت باهشلي زعيم حزب الحركة القومية ان اردوغان بات مقتنعا بأن اقليم «كردستان جديد» سيولد في المنطقة الحدودية مع سورية وسيمهد لقيام دولة كردية في المنطقة بعد ذلك. فيما حذر كمال كيليجدار أوغلو من زج تركيا في الحرب الدائرة في سورية ولو بحجة الامن القومي والخطر الكردي. وتبدي الأوساط التركية الحكومية قلقاً بالغاً تجاه ما قد يقع في مدينة حلب الملتهبة، فيما يدور الحديث في كواليس الخارجية عن ضرورة ضبط النفس حالياً مع اقتراب حسم المشهد في سورية، وضرورة عدم اعطاء اي فرصة للنظام السوري لتحويل حربه مع الشعب الى حرب تركية - سورية.