يعاني سكان الاتصالات في مدينة الدمام، من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، منذ مطلع شهر رمضان المبارك. وعلى رغم أن مشكلة انقطاع التيار تطال معظم مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، منذ بدء موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، فإن معاناة حي الاتصالات مع انقطاع التيار لا علاقة لها بزيادة الأحمال الكهربائية، التي تتذرع بها شركة الكهرباء السعودية، بل بأعمال الصيانة والتمديدات التي ينفذها مقاولون متعاقدون مع جهات خدمية في الحي. وبدأت انقطاعات التيار الكهربائي عن حي الاتصالات منذ مطلع الشهر، وتتراوح مدة الانقطاع الواحد، بين 5 إلى 12 ساعة، في ظل درجات حرارة تلامس ال50 مئوية، ما جعل الصيام «مهمة مستحيلة، ليس على الأطفال فقط، بل حتى الكبار»بحسب قول طلال آل رعد، الذي يقطن في الحي، مبيناً أن «حي الاتصالات، يعاني منذ 10 سنوات من انقطاع الكهرباء في شكل مستمر، خلال فترة الصيف. ولكن هذه السنة انقطاع الكهرباء استمر أكثر من يومين، وفي أيام شهر رمضان، ما سبب عدداً من المشاكل لنا، لا تقتصر على عدم تحمل الحرارة، بل أعطال الأجهزة الإلكترونية»، لافتاً إلى «تطنيش» قسم الطوارئ في شركة الكهرباء، «الذين قمنا بالاتصال بهم في شكل مستمر. ولم نجد لديهم إلا الجرعات المُسكنة التي يمنحونها لنا في شكل مستمر»، مطالباً بضرورة «حل هذه المشكلة المستمرة في الحي». وتفاجأ أسامة همشيري، بانقطاع الكهرباء عن منزله، أول من أمس، «منذ الخامسة صباحاً وحتى الثامنة مساءً، أي أكثر من 12 ساعة متواصلة»، مشيراً إلى «عدم تجاوب قسم الطوارئ في شركة الكهرباء». فيما ذكرت أم عبدالله العلي، التي تسكن مع بناتها في حي الاتصالات، أن «الكهرباء تم فصلها بعد شروق الشمس يوم أول من أمس، لمدة ثماني ساعات متواصلة، ولا نعلم الأسباب»، مبينة أنها «سعت جاهدة إلى الاتصال في قسم الطوارئ. ولكن من دون جدوى». وتضاربت أسباب انقطاع التيار الكهربائي، إذ يرجعها البعض إلى زيادة الأحمال الكهربائية، بيد أن الأحياء الأخرى التي شهدت انقطاعاً للتيار بسبب زيادة الأحمال لم تتعد المدة الثلاث ساعات. فيما عزا سكان الحي الانقطاعات إلى أعمال الحفريات التي يشهدها الحي منذ أيام، والتي أثرت على شبكات الكهرباء، وحتى الاتصالات الهاتفية الثابتة.وانتقد المهندس ماجد اليامي، الذي يقطن في الحي، «عدم تنسيق الأجهزة الخدمية مع بعضها في إجراء أعمال الصيانة، على رغم وجود لجنة تنسيق للمشاريع، تجتمع شهرياً»، مضيفاً «كان يفترض من شركة الكهرباء، أثناء إجراء صيانة، وقطع التيار توفير بدائل، ومولدات احتياطية، توصل الكهرباء إلى المنازل، إلى حين عودة الشبكة»، مردفاً «قد يتم تقبل ذلك في غير شهر رمضان، لكن عدم وجود الكهرباء يجعل الصيام صعباً للغاية، ويخلق متاعب ومشقة على سكان الحي». وذكر مجموعة من أعضاء هيئة التدريس المقيمين في سكن جامعة الدمام المستأجر الخاص، أن انقطاع الكهرباء «سبب عدداً من المشاكل لنا، خصوصاً لأطفالنا الذين يعانون من مشاكل ضيق في التنفس والذين يُعالجون على الأجهزة الكهربائية، ما اضطررنا إلى الذهاب بهم إلى قسم الطوارئ في مستشفى الولادة والأطفال في مدينة الدمام، والبقاء معهم هناك لساعات، لتلقي العلاج»، مبدين انزعاجهم «الشديد» من «تجاهل» شركة الكهرباء لاتصالاتهم المتكررة، مطالبين بمعالجة هذه «المشكلة» خلال شهر رمضان المبارك. وقامت «الحياة» بمخاطبة مدير إدارة علاقات العملاء في القطاع الشرقي في الشركة السعودية للكهرباء عيسي الرويعي، الذي قام بدوره بإحالتنا إلي المهندس مدير القطاع عبد الحميد النعيم، غير أن الأخير، اعتذر عن عدم الإجابة، بسبب انشغاله في زيارته الميدانية إلى محافظة حفر الباطن، التي تواجه هي الأخرى مشكلة انقطاع التيار المتواصل عن أحيائها.