أكدت مصادر في صناعة النفط العالمية ل «الحياة» أن العقد الذي وقعته شركة «شيفرون» الأميركية للتنقيب عن النفط في اقليم كردستان العراق لم يكن مفاجئاً، لأن الشركة الأميركية تفاوضت منذ اشهر في شأنه بعدما سبق لها توقيع عقد للتطوير في الإقليم. وتوقعت المصادر أن تشهد المرحلة المقبلة الكشف عن عقود جديدة موقعة مع الإقليم، لافتة إلى مفاوضات تجريها «شتات اويل» و«توتال» في هذا الاطار. ورأت المصادر ان الشركات تتعاقد للتنقيب في كردستان مستفيدة من غياب قانون نفط عراقي، واعتبرت أن الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى الرئيس الاميركي، باراك اوباما، بعد توقيع «إكسون» العقد مع إقليم كردستان تلقت رداً من أوباما اعتبره المالكي دعماً علنياً، إلا أن البيت الابيض أصدر حينها تصحيحاً أعلن فيه ان الحكومة الأميركية لا تتدخل في عمل الشركات. ولفتت إلى أن هذا المنطق يينطبق أيضاً على «شيفرون» وتشدد المصادر على أن ليس هناك قانون نفطي يمنع إقليم كردستان من إبرام عقود. واشارت المصادر إلى أن منطقة التنقيب في كردستان مهمة وشاسعة والشركات مهتمة بها، فالشركة النروجية «شتات اويل» خرجت من الجنوب بعدما باعت حصتها من الشركة التي تعمل في حقل «غرب القرنة» إلى شركة «لوك اويل» الروسية وفضلت التوجه للتنقيب في إقليم كردستان. وأوضح مصدر عراقي مأذون له ل «الحياة» أن رئيس شركة «توتال» الفرنسية كريستوف دو مارجوري بعث برسالة الى رئيس الحكومة العراقية بيّن فيها نيّة «توتال» توقيع عقود للتنقيب في الشمال، ومشيرة إلى أن نائب الرئيس لشؤون النفط حسين شهرستاني رد بأن هذه العقود قد تعتبر خرقاً للقانون وربما يتبع ذلك عواقب على الشركة التي تعمل في الجنوب في حلفايا. الا ان الحكومة الفرنسية، وفق المصدر العراقي، اعتبرت أن العقود إقتصادية بحتة وليست سياسية. وشرح المصدر أن الشركة الفرنسية تحاول تحسين شروط العمل في الجنوب خصوصاً ان شروط إقليم كردستان مغرية وافضل بكثير من شروط الحكومة المركزية. ولفت إلى أن «توتال» ستشتري حصص شركات تركية وأميركية ودنماركية صغيرة سبق وتعاقدت مع حكومة كردستان وهي بحاجة الى تمويل الشركات الكبرى. وأوضح المصدر ذاته ان «اكسون» تعاقدت في كردستان على التنقيب في مناطق ما زال الخلاف قائماً عليها بين بغداد والاقليم. إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» أن سعر خام القياس الأوروبي، مزيج «برنت» إرتفع قليلاً أمس في ظل قلق بشأن أخطار تهدد إمدادات النفط من الشرق الأوسط وهو ما أبطل تأثير المخاوف المتعلقة بالطلب على النفط من منطقة اليورو. وزاد «برنت» 13 سنتاً إلى 103.55 دولار للبرميل بينما تراجع الخام الأميركي الخفيف سنتين إلى 88.48 دولار للبرميل. وأعلنت «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) أن سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 100.51 دولار للبرميل أول من امس من 100.07 دولار في الجلسة السابقة. وأوضح متعاملون أن هناك شعوراً بأن السوق خصمت بالفعل تأثير الأنباء السيئة من الأسعار. وقال الوسيط لدى «جيفريز باش»، كريستوفر بيلو «يبدو وكأن كل الأنباء السيئة قد تم خصم تأثيرها والناس يعتقدون الآن أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر من ذلك بكثير». وتابع: «أعتقد أنه من المرجح أن نرتفع إذا زادت المخاوف من احتمال توقف إمدادات في الشرق الأوسط أو بحر الشمال أو إذا وردت أنباء إقتصادية إيجابية».