يبدو أن ثمة محطة تلفزيونية تضع شعار المحطة الفضائية السورية وتبث أغنيات وطنية في «قرصنة إعلامية واضحة» تخطط لها استخبارات غربية لخطف ترددات قنوات سورية لبعض الوقت لبث أنباء كاذبة كالقول بحدوث انقلاب او سقوط نظام. كما يبدو أن إعلاميين سوريين يعملون في محطات عربية، أو سورية بعد اختطافهم والضغط عليهم ليقولوا ما سيقولونه، سيُستخدمون في الخطة وذلك في إطار المؤامرة على سورية. هذا ما تبثه المحطة السورية طوال اليوم ناصحة المواطنين التعاطي مع الأمر باعتباره «جزءاً من حملة الافتراء والتضليل والخداع...»، وأن تلك المحطة وغيرها لا علاقة لها «بالإعلام الوطني». لا بد هنا من أن تتبادر أسئلة عدة في أذهان متابعي الإعلام الوطني وهؤلاء الذين كانوا يتابعونه ثم عدلوا عنه. هل يمكن لأي محطة أن تنجح في تقليد المحطات السورية وأن تتحلى بمواهبها؟ هل يمكن لأي شاشة أن «تضاهي» الأصل وتنجح في خداع المشاهد؟ وهل هذا الأخير ساذج بحيث لا يدرك ولا يلحظ أن لا أحد حقاً بمقدوره أن يكون على شاكلة المحطات السورية؟ فما الذي سيقدمه المقلدون على سبيل المثال في برنامج عنوانه «حديث البلد»، وما الذي سيخطر ببالهم في برنامج كهذا في بلد يعاني ما تعانيه سورية اليوم؟ لن يكون هؤلاء قادرين على تخيل الجواب، ولن يتوقعوا أن موضوع «حديث البلد» الذي تمزقه الصراعات والانفجارات وتتناثر فيه الأشلاء يومياً سيكون «اسواق رمضان رقابة حكومية بأدوات ذكية»! من سيخطر بباله معالجة كتلك في ظروف كهذه؟! لا أحد سوى الفضائية السورية. أيضاً هل بإمكان أذهان المقلدين أن تتفتق عن أوصاف لا ترد إلا في الإعلام السوري، وتدفع دوماً للتساؤل عن كنه العبقري أو العباقرة الذين يشحذون الذهن باستمرار للخروج على المستمعين بعبارات متميزة جداً: «الاستعمار العثماني، الجوقة الغربية، صناع الارهاب ورعاته، فلول الارهابيين المرتزقة...». أيضاً هل سيفطن المقلدون إلى تجاهل كل صحف العالم والانغماس في قراءة الصحف المفضلة والوحيدة التي تستهدي بآرائها الفضائية السورية كصحيفة «كيهان» الإيرانية وبالطبع «الثورة» السورية؟ ليفعل المقلدون ما شاؤوا فلن يصلوا بالتأكيد إلى مواهب الأصل ولن ينجحوا في إقناع المشاهد بمؤامرتهم حتى حين يبثون الفيلم الهوليوودي الذي يحضَر في مدينة السينما بمجسماته التي تمثل اشهر أحياء دمشق والتي كلفت أربع دول عربية (منها دولتان فقيرتان) بلايين الدولارات، بغرض الإعلان عن سيطرة الجيش الحر على العاصمة، تمهيداً لاسقاط النظام. هذه «المؤامرة» التي أعلن عنها التلفزيون السوري لم يقم هو باكتشافها بل ترك المهمة للتلفزيون الصيني.