اعتبرت شخصيات سياسية وفكرية توقيت حملة التبرعات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس (الإثنين) في المملكة لإغاثة اللاجئين السوريين «موفقاً»، من جهة تزامنها مع شهر رمضان المبارك، ومجيئها في الوقت الذي تشتد فيه وطأة عنف النظام ضد المدنيين العزّل داخل سورية. وأكد مدير إدارة الشؤون الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي الدكتور عطاء المنان بخيت، أن الحملة «جاءت في وقت مناسب، وهي امتداد للدعم الكبير الذي تبديه المملكة لمساعدة الشعب السوري». ولفت إلى أن الوضع الإنساني يتدهور بشكل كبير جداً في سورية، وقال: «إن البعثة المشتركة التي أرسلتها المنظمة والأمم المتحدة إلى سورية في آذار (مارس) الماضي، قدرت في ذلك الوقت عدد المحتاجين في الداخل السوري بأكثر من مليون نسمة، وطوال هذه الشهور ازدادت الأوضاع سوءاً، فمعظم الشعب بحاجة إلى معونات إنسانية عاجلة، وتوافر هذه المعونات يشكل دعماً نفسياً كبيراً». من جهته، اعتبر عضو المجلس الوطني السوري، عضو رابطة العلماء السوريين الدكتور محمد بشير حداد، أن المملكة تؤكد بمثل هذه المبادرة الإنسانية أنها «حاضنة الهم العربي والإسلامي، فضلاً عن كونها الجار القريب لسورية، مستذكراً مواقف السعودية تجاه الأزمة السورية. وقال: «إن المملكة بزعامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رعت الهم السوري منذ بداية الأحداث، عندما عبر النظام السوري عن مخزون من الوحشية ضد المتظاهرين العزّل، فقامت المملكة بالتصدي لهذا الطغيان من خلال تقديم النصح والتنبيه لقادة النظام بخطورة ما يقدمون عليه، إلا أنهم أوصدوا الأبواب دون النصيحة، فكان للمملكة أن تنتقل إلى الخطوة الثانية، وهي سحب السفير السعودي من دمشق، وهو ما أدى بدول مجلس التعاون الخليجي أن تمضي خلف المملكة في هذا القرار». وأكد حداد أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين جاءت لتمسح من بعض الآلام والأحزان التي يعانيها السوريون في هذه اللحظات الحرجة، وتتيح فرصة للشعب السعودي ليمد يده بأداء الواجب نحو أشقائه في سورية، «فبعد أن مضى على الأزمة سنة ونصف السنة تقريباً، بلغ عدد المهاجرين السوريين في الداخل والخارج الملايين، وعلى الأقل يبلغ عدد المهاجرين في الخارج ما يزيد على 400 ألف، إضافة إلى توقف الحال الاقتصادية في البلاد منذ سنة ونصف السنة توقفاً شبه كامل، وما نتج من جرائم النظام من تشريد آلاف الأسر التي فقدت معيلها ما بين شهيد ومخطوف ومعتقل ومعوق، إضافة إلى الآلاف من الجرحى بإصابات بالغة جراء استخدام النظام للأسلحة المحرمة دولياً». وأضاف: «إن الشعب السوري يعيش رمضان قبل حلوله بأشهر، من ناحية ندرة المواد الغذائية والفقر والنقص الفظيع في حاجاته الدوائية والعلاجية، يأتي رمضان والكل لا هم له إلا أن يسقط النظام ويتحرر منه ومن طغيانه غير المشهود من كل أعداء سورية، والحاجة ماسة التي يتمناها الشعب السوري قبل كل شيء هو دعم الجيش الحر، ليتمكن من حسم الموقف في أقرب الأوقات، وبأقل الخسائر الممكنة بعد معاناة طويلة نحو العام ونصف العام». وقال أستاذ أصول الفقه في جامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي: «في تقديري أن توقيتها في شهر رمضان كان موفقاً من جوانب عدة، أولها اشتداد الأزمة ووصولها إلى أعظم مضايقها في هذا الشهر الكريم، وذلك لتوالي انتصارات الجيش الحر وضراوة ردود الحكومة السورية، وثانيها مكانة الشهر الفضيل وما عرف فيه من رقة النفوس وسخاء القلوب وارتفاع مشاعر العطف والإخوة والرعاية، وثالثاً كثرة اللاجئين في هذا الشهر وحاجتهم الماسة إلى زيادة ما يصلهم من الدعم من إخوانهم في كل مكان». وتابع: «في تقديري أن السوريين في الداخل أكثر حاجة من اللاجئين في المخيمات، ووصول الإعانات إلى اللاجئين مدخل عظيم لوصولها من طريقهم إلى أسرهم في الداخل السوري».