لم يتوقع طالب سعودي يدرس في إحدى الجامعات الأردنية بعد سرقة سيارته الخاصة من أمام مقر سكنه، أن يصل به الأمر إلى أن يتفاوض مع أفراد عصابات منظمة متخصصة في سرقة السيارات في الأردن، ليتمكن من استعادة سيارته. وأوضح الطالب (فضّل عدم الكشف عن اسمه) ل«الحياة»، أنه تمت سرقة سيارته من نوع (تويوتا فورتشنر)، وأنه بعد تبليغ الأمن الأردني بحادثة السرقة، أخبرني أحد الأصدقاء أن احتمال العثور عن السيارة المسروقة بواسطة الأمن ضعيف، لافتاً إلى أن صديقه أعطاه رقم وسيط أردني مع عصابات سرقة سيارات السعوديين «خصوصاً»، وأنه بعد التفاوض مع الوسيط طلب مبلغ 15 ألف ريال لاستعادة السيارة. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على تسليم السيارة بعد دفع المبلغ في مكان خارج العاصمة الأردنية عمّان، وقال: «تسلمت سيارتي بعد دفع المبلغ من شخصين مسلحين، وتسلمت أوراق السيارة من شخص آخر في مكان آخر»، لافتاً إلى أن مسلسل سرقة سيارات السعوديين في الأردن مسلسل لا ينتهي، ما يدفع الكثير منهم إلى التفاوض المباشر مع الخاطفين لاستعادة سياراتهم. وأضاف أنه يستغرب من عدم وضع حد لهذه المشكلة، التي تضر بسمعة الأردن، وتمنع السعوديين من القدوم إليها بسياراتهم الخاصة، خصوصاً أنها تشترك معها بأكثر من منفذ حدودي، لافتاً إلى أنه يسترجع هذه القصة المرعبة بين كل حين وحين، إذ يصل الحال به إلى التفاوض مع مجرمين لاستعادة سيارته المسروقة كما في الأفلام السينمائية. من جانبه، ذكر القائم بأعمال السفارة السعودية في الأردن الدكتور حمد الهاجري ل«الحياة»، أن استرجاع سعوديين لسياراتهم المسروقة عن طريق التفاوض مع السارقين بواسطة وسطاء أمر موجود، إذ تمت سرقة أكثر من 45 سيارة سعودية في العام الماضي، لافتاً إلى أن ملف سرقة سيارات السعوديين في الأردن هو محل متابعة واهتمام السفارة، إذ إن السفارة تتواصل على الدوام مع الجهات المعنية الأردنية، لإقفال هذا الملف المقلق للسفارة ولرعاياها السعوديين، وأن السرقة تتم في أحيان كثيرة من أمام مقار سكنهم في الشقق والفنادق والمرافق السياحية.