رويترز - اعتبر منشقون عن الجيش وقادة لقوات المعارضة السورية مقرهم تركيا إن تفجير دمشق الذي أودى بحياة ثلاثة من كبار المسؤولين العسكريين سيعجل بنهاية حكم الرئيس بشار الاسد وتوقعوا المزيد من الانشقاقات والنزاعات المثيرة للانقسام داخل النظام. وقال العميد فايز عمرو وهو عضو بارز بالقيادة العامة العسكرية المشتركة التي تضم منشقين عن الجيش السوري ان الهجوم نقطة تحول في الانتفاضة ضد حكم الاسد التي بدأت قبل 16 شهرا. وأفادت تقارير بوقوع اشتباكات عنيفة في وسط دمشق في وقت متأخر امس الاربعاء وبأن الجيش قصف عاصمة البلاد من التلال المحيطة بها مع حلول الليل. وأبلغ عمرو رويترز "النظام ربما يلجأ الان الي أسلحة أكثر فتكا للانتقام لكن في نهاية الامر سيكون النظام هو الخاسر الاكبر. قوة النظام لم تعد مؤثرة عندما تواجه ارادة شعب في مواجهة جنود فقدوا الرغبة في القتال وعندما يعرف الجندي انه يقتل شعبه. النصر الان أقرب من أي وقت مضى." وقتل كل من وزير الدفاع السوري وصهر الاسد في الهجوم وهو أكبر ضربة الي القيادة العليا التي يعتمد عليها الرئيس السوري. وقتل ايضا مسؤول عسكري بارز واصيب مسؤولون امنيون كبار. وقال مصدر أمني ان منفذ الهجوم داخل مقر الامن القومي كان حارسا شخصيا مكلفا بحماية الدائرة الضيقة المحيطة بالاسد. وقال التلفزيون الحكومي انه مفجر انتحاري. واعلنت جماعات مناوئة للاسد المسؤولية عن الهجوم. وقال أحمد زيدان وهو متحدث باسم المجلس الاعلى لقيادة الثورة -احدى جماعات المعارضة السورية- ان التفجير ضربة قوية للروح المعنوية للجيش الذي تقدر المعارضة أن 50 ألفا انشقوا عنه من بين 280 ألفا. واضاف قائلا "انها البداية لسلسلة الانهيار .. النظام فقد السيطرة والان فان اولئك المحيطين ببشار الاسد والذين كان يعتمد عليهم رحلوا. اسس النظام اهتزت. الباقي الان هو بشار فقط." وقال زيدان ان عشرات من الجنود انشقوا عن الجيش في محافظة إدلب في الايام القليلة الماضية. وقال عبد الله الشامي وهو احد قادة مقاتلي المعارضة وقاد هجمات في حلب ثاني أكبر مدينة في سورية "هذا تحول نوعي سيزيد من انهيار الروح المعنوية لكل من يدعمون النظام." واضاف قائلا "اتوقع انهيارا سريعا للنظام... وهذا يعني اننا لن نكون في حاجة الي تدخل خارجي بعد ان بدأ النظام يتداعى بشكل أسرع كثيرا مما كنا نتصور." واطلق شبان سوريون يتدربون في معسكر بمحاذاة الحدود داخل الاراضي السورية طلقات في الهواء وهتفوا مرددين "الله أكبر" وتبادلوا العناق احتفالا بالهجوم على المقر الامني. لكن مهيمن الطائي وهو ضابط كبير في جبهة ثوار سورية -وهي جماعة تنسق بين الكتائب الرئيسية لمقاتلي المعارضة- قال ان ضعف التنظيم بين جماعات المعارضة المسلحة يعني ان الاسد ما زال بإمكانه كسب المزيد من الوقت. واضاف قائلا "للاسف فاننا لو كنا أفضل تنظيما فان هذه الاحداث البالغة الاهمية كانت ستحقق إنهيارا فوريا لحكم الاسد."