أبدت أوساط في مجلس الأمن تخوفها من تبعات مقتل كبار القادة العسكريين والأمنيين في دمشق أمس «وإمكانية ارتكاب النظام المزيد من العمليات الانتقامية بحق المدنيين السوريين»، مشيرة إلى أن «تحرك مجلس الأمن بات الآن ملحاً أكثر من أي وقت مضى». وبعد جلسة طارئة للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أرجأ المجلس جلسة كانت مقررة بعد ظهر أمس للتصويت على مشروع القرار الغربي الذي يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري تحت الفصل السابع إلى صباح اليوم بتوقيت نيويورك بعد رسالة تلقاها أعضاء المجلس من المبعوث الخاص المشترك إلى سورية كوفي أنان. وخرج سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن متجهمي الوجه من الاجتماع المختصر الذي عقدوه بعد تلقيهم رسالة أنان بإرجاء جلسة التصويت على مشروع القرار. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين إن جلسة التصويت أرجئت حتى صباح اليوم الخميس بتوقيت نيويورك «لإجراء المزيد من المشاورات»، فيما ردت السفيرة الأميركية سوزان رايس على سؤال عما إذا كانت تتوقع طرحاً جديداً من روسيا بكلمة واحدة: لا. وقال السفير الفرنسي جيرار آرو إنه «غير متفائل» في شأن أي أفكار روسية جديدة قد تطرح على باقي أعضاء المجلس قبل جلسة التصويت «لكننا لا نزال نأمل ذلك»، مشيراً إلى أن روسيا «لم تنخرط» في المناقشات أمس. وشدد على أن الوضع في سورية «جدي بما يكفي لننتقل إلى تبني قرار تحت الفصل السابع». وقال ديبلوماسيون إن أنان وجه رسالة إلى مجلس الأمن بإرجاء جلسة التصويت «لأن ثمة مجالاً للتسوية لا يزال متاحاً، ويجب أن نحترم ذلك». وأضافت المصادر نفسها أن المشاورات «ستستمر خلال الساعات الفاصلة عن جلسة التصويت سواء في نيويورك أم على مستوى العواصم» فيما نفى آخرون أي توجه نحو المزيد من المشاورات في نيويورك «لأن المسألة الآن في يد روسيا». وقال السفير الألماني بيتر فيتينغ: «نريد أن نعطي الديبلوماسية فرصة لكننا نريد جدية في المشاورات ولا يمكننا أن نواصل العمل بالطريقة نفسها». وأشار إلى أن «ما حدث في دمشق أمس من تفجير يستدعي التحرك وعلينا مسؤولية التحرك لأن سورية تنزلق نحو الفوضى والمسؤولية تقع في ذلك على نظام الأسد». ودان السفير الصيني في الأممالمتحدة «كل الاعتداءات الإرهابية»، مشيراً إلى الحاجة إلى المزيد من المشاورات. ولم تستبعد أوساط في مجلس الأمن تسوية على مشروع القرار «تقضي بسحب الفقرة التي تشير إلى الفصل السابع مع الإبقاء على التهديد بفرض «إجراءات بموجب الفقرة 41 من ميثاق الأممالمتحدة (الفصل السابع باستثناء استخدام القوة) خلال 10 أيام في حال عدم تقيد السلطات السورية بالفقرة الرابعة من مشروع القرار التي تقضي بوقف تحركات الجنود السوريين ووقف استخدام السلاح الثقيل وسحب الجيش إلى الثكنات». لكن ديبلوماسيين أشاروا إلى «أن الجميع الآن يلعب أوراقه ولا بد من تجديد ولاية بعثة المراقبين في نهاية المطاف» وهي التي ينتهي تفويض مجلس الأمن لها غداً الجمعة. وأجرى وفد من «المجلس الوطني السوري» لقاءات بسفراء في مجلس الأمن خلال اليومين الماضيين بينها اجتماع مع السفير الروسي فيتالي تشوركين. وقالت بسمة قضماني العضوة في الوفد إن «عدم التحرك في مجلس الأمن لتدعيم خطة أنان بآلية تنفيذية سيدفعنا إلى خيارات أخرى من خارج مجلس الأمن». وأوضح نجيب الغضبان العضو في الوفد أيضاً أن على مجلس الأمن «تبني قرار تحت الفصل السابع يفرض عقوبات على نظام الأسد»، مشيراً إلى أن على أنان «استخدام لغة أكثر وضوحاً مع روسيا، خصوصاً أنه اعترف أن خطته لا تطبق». وقالت مصادر في الوفد إن الموقف الروسي وفق ما كان واضحاً من الاجتماع مع تشوركين «لا يزال رافضاً صدور قرار عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع».