اكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن قطع الطرق يدل على «ضعف هيبة الدولة». ولفت إلى أن «الوضع في سورية خطر جداً بالنسبة للبنان ونأمل بأن تزول هذه الغيمة عنا». وقال في ثلاثة لقاءات مع كل من جمعية الصحافيين الكويتيين، وشباب لبنان المغترب، و«الأربعاء النيابي»: «قطع الطرق من الموديلات اللبنانية التي لا تطاق. أما في موضوع خطف اللبنانيين فهو يخص جميع اللبنانيين، ولكن إذا قطعنا طريق المطار أو غيرها هل نكون قد أعدنا المخطوفين؟ لذلك، لجأنا إلى سبيل للتفاهم والتقيت عائلاتهم وتحدثنا ملياً معهم، وتلقيت اتصالاً من رئيس الجمهورية في هذا الأمر، وإن شاء الله سيحصل خيراً. قطع الطرق ليس ثقافة دولة إنما ثقافة طوائف ومذاهب وقبائل واللادولة». وأضاف: «كنت أطالب بإلغاء الطائفية في لبنان، الآن أصبحت أطالب بإلغاء الطائفية السياسية في العالم العربي كي تستعيد العروبة مكانتها، إذ إن كل بلد أصبح مبتلياً بالعدوى اللبنانية». وعن تأثير الوضع السوري على لبنان أجاب: «نحن نتأثر بما يحصل في سورية، لذلك اخترنا كحكومة ودولة أن نكون بمنأى، الأمور تطورت في سورية وإذ لم يكن هناك حل مبني على حوار، هناك حل من إثنين: إما حرب مذهبية أو طائفية، أو تجزئه أي سايكس - بيكو آخر». وعن علاقته مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون أجاب: «العلاقة بيني وبين رئيس الحكومة وطيدة، وهذا لا يعني عدم حصول تباين بالرأي للمصلحة، أنا كنت دائماً على تباين معه لأني أريد الأمور أسرع وليس متسرعة. من الممكن انه يتروى أكثر من اللازم، هذه الحكومة كان يجب أن تنتج أكثر لأنها حكومة استثنائية بظرف استثنائي جداً، وفي ذلك لا تباين بيننا». وأضاف: «بالنسبة للتيار الوطني الحر، كنت أقول دائماً هذا حليف الحليف وكانت الأمور تسير على ما يرام إلى أن حصل شيء يتعلق بمياومي مؤسسة الكهرباء. وفي الحقيقة حتى الآن أنا لا أفهم هذا الموقف. هناك قانون آت من الحكومة، وللمجلس النيابي الحق وفقاً للدستور أن يتبناه أو يرفضه أو يعدله أو يبدله. المجلس سيد نفسه، وبعض الآراء التي صدرت قالت كيف يحق للمجلس أن يتدخل بهذا القانون، أنا أقول فلان وزير لأن المجلس منحه الثقة. أنا أعتقد أن لا مشكلة بيني وبين العماد عون لأني أعتقد أنه لو كان على بينة من حقيقة ما حصل لما حصلت مشكلة ومن يزعل نرضيه». ولفت إلى أن «المشكل الوحيد في لبنان هو في عقليتنا السياسية، في الكبار وأنا من بينهم». وقال: «نحن ملتزمون القرار 1701 ونريد قرارات مجلس الأمن أن تطبق. الآن يوجد أكثر من 12 ألف ضابط وجندي من الأممالمتحدة في الجنوب، وهم شهود حقيقيون على هذا الأمر، وإسرائيل لا تزال تجري مناورات عسكرية في ظروف مشابهة للأراضي اللبنانية من اجل محاولة الاعتداء واحتلال لبنان». وتلقى بري اتصال تهنئة من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي أفاد مكتبه بأن الاتصال «كان مناسبة تطرق خلالها الطرفان إلى آخر التطورات اللبنانية، ولا سيما مسألة قطع الطرق والفوضى المتنقلة بين المناطق وضرورة وضع حد لها نظراً لدقة وخطورة المرحلة التي يمر بها لبنان». وفي سياق مسألة قطع الطرق، قال مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي بعد زيارته امس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وفد من عائلة الشيخين، إن هناك خوفاً «من أن يسيّس الموضوع»، معتبراً أن «القضية وطنية بامتياز لا تتعلق بطائفة معينة ولا بمنطقة معينة، فقتل رجل دين من أي مذهب كان سيؤدي إلى مشكلة كبيرة». ورأى أن «توقيف الضباط وتوسيع التحقيق وإحالتهم على القضاء المختص هو الحل الطبيعي». وشدد على أنه «لا يجوز أن يتحول طلبنا معاقبة الظالمين إلى طلب ظالم، مطلبنا الأساسي إحالة الملف على المجلس العدلي والمسألة ربما فيها عقبات قضائية أو دستورية أو قانونية، لكن الرئيس ميقاتي أكد متابعة الأمر بجدية». واعتبر ان التظاهرات «التي تفتعل تحت عنوان الدفاع عن الجيش وكرامته والاعتراض على إعادة توقيف الضباط الثلاثة «سياسية بامتياز والمقصود منها إحراج الحكومة».