أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه يجب عدم استبعاد أي خيار في سورية، مؤكداً الحاجة لقرار يتخذه مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع. وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة في عمان إن «الوضع خطير جداً ولا يمكن التنبؤ به لدرجة انني اعتقد انه لا ينبغي استبعاد أي خيار في المستقبل». واضاف: «من الواضح اننا فشلنا حتى الآن. العملية التي اطلقها (مبعوث السلام) للأمم المتحدة كوفي انان فشلت حتى الآن في تحقيق عملية سياسية سلمية ولهذا نحن الآن بحاجة لأن يعزز مجلس الأمن بشكل كبير الضغط من أجل تحقيق ذلك». واعلنت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والمانيا والبرتغال انه آن الاوان لتصعيد الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وفرض عقوبات ان لم يوقف استخدام الأسلحة الثقيلة امتثالا لخطة سلام ذات ستة نقاط تدعمها الاممالمتحدة. وقال هيغ: «ليس هناك سبب الآن لعدم التوافق على قرار من هذا القبيل». واضاف: «نحن نتجادل بهذا الخصوص مع غيرنا من الدول الغربية والعربية في مجلس الامن وسنستمر في الجدال في هذا الشأن خلال الساعات المقبلة، بالطبع هناك خلافات مستمرة في المجلس». واكد هيغ ان «ما رأيناه اليوم يجب الا يدع لنا اي مجال للشك بأن المطلوب هو قرار يتخذه مجلس الامن الدولي تحت البند السابع». ورأى ان ذلك يدعم «تنفيذ خطة انان وتشكيل حكومة انتقالية في سورية مع عملية سياسية سلمية وفرض عقوبات متفق عليها عالمياً على من يعرقل تنفيذ تلك الخطة». وكان هيغ زار لاجئين سوريين في مدينة الرمثا الحدودية شمال الاردن فروا الى المملكة هرباً من العنف في بلدهم. وبحسب المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين هناك اكثر من 27 الف لاجىء سوري مسجلين في الاردن. وحضّ لاجئون هيغ، خلال زيارته على «الخلاص» من الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لاجئون تجمهروا لدى زيارة هيغ لمخيم البشابشة، الذي يؤوي حوالي الف لاجئ سوري، برفقة نظيره الاردني: «لا نريد منكم لا ماء ولا غذاء، لسنا بحاجة لمن يتصدق علينا. كل ما نريده هو الخلاص من بشار». وسأل احد اللاجئين هيغ «لماذا لم تتدخلوا عسكرياً حتى الآن لانقاذ الشعب السوري؟»، فيسأله هيغ: «اهذا ما توصون به جميعا؟»، فأجابه: «نعم كل السوريين يطلبون ذلك لان بلدنا يتعرض للدمار». وأقترب لاجىء مصاب في قدمه وقال لهيغ: «ان كنتم لا ترغبون بالتدخل عسكرياً اعطونا السلاح ونحن مستعدون للجهاد فالاطفال والنساء يقتلون يوميا». ووصف هيغ العنف في سورية، بأنه «مروع»، مشيراً الى استخدام «الدبابات والقصف الجوي، وكل انواع الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين». وقال اثناء تجواله في المكان الذي يخضع لحراسة مشددة انه «امر مروع ان نسمع عما يحدث من الناس هنا، فالكثير منهم قادمون من مناطق قريبة من الحدود» السورية الاردنية. وأكد وزير الخارجية أن الأردن لن يسمح لأي جماعات بالتأثير على امنه، وهذا هو السبب وراء تشديد الرقابة على دخول بعض اللاجئين السوريين إلى المملكة. وقال جودة رداً على سؤال يتعلق بتهديدات سورية محتملة لدول الجوار باستخدام الأسلحة الكيماوية وبدخول جماعات إرهابية إلى أراضيه إن «ما يخبئه النظام السوري من أسلحة شأن يعود له»، و»ما يهددنا هو شأننا»، وإن الأجهزة الأمنية وغيرها في المملكة تتابع هذا الموضوع. ونفى جودة أن يكون رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة اقترح حلاً عسكرياً للأوضاع في سورية لأن الأردن مؤمن بالحل السياسي لإنهاء العنف في الدولة الجارة، ملقياً اللوم في ذلك على «بعض التقارير الإعلامية التي لم تنقل ما تحدث به الرئيس تجاه سورية بشكل صحيح».