يزور الرئيس اللبناني ميشال سليمان تركيا اليوم للقاء نظيره التركي عبدالله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وعدد من كبار المسؤولين الأتراك، وإجراء محادثات حول العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة، لا سيما على صعيد الأزمة السورية. كما يتناول ما آلت إليه جهود أنقرة لإطلاق اللبنانيين ال11 المحتجزين في سورية، والتي كان يتابعها من طريق موفد له. وتستمر زيارة سليمان أنقرة يوما واحدا، وسط أنباء عن تقدم الجهود للإفراج عن اللبنانيين المحتجزين لدى مجموعة سورية معارضة في منطقة حلب، والتي يشارك الجانب التركي في الاتصالات معها لإطلاقهم. وتأتي الزيارة في ظل تفاؤل بأن تنجح الاتصالات في الإفراج عن اللبنانيين قريباً، وقبل بداية شهر رمضان المبارك آخر هذا الأسبوع، لكن أياً من الجهات الرسمية المعنية، لم يؤكد هذه الأنباء. على الصعيد الداخلي واصل الجيش اللبناني أمس تركيز وحدات منه في المناطق الحدودية اللبنانية - السورية، لا سيما في منطقة عكار الشمالية، في إطار قرار تعزيز انتشار الجيش هناك للحؤول دون تمادي الخروق السورية للحدود، ودون أي تسلل للمسلحين أو السلاح من الأراضي اللبنانية. وعكفت قيادة الجيش على تحديد نقاط تمركز هذه الوحدات على الحدود، خصوصاً أنها تمتد على مسافة طويلة لضمان فعالية هذا التمركز. وشهدت المناطق الحدودية البقاعية، وتحديداً بلدة الدورة في مشاريع القاع في البقاع الشمالي، خرقاً سورياً جديداً عصر أمس، إذ سقط عدد من القذائف مصدرها الأراضي السورية في البلدة. وفي مجال آمني آخر، علمت «الحياة» أن قيادة الجيش اتخذت قراراً حاسماً بمنع قيام أنصار الشيخ أحمد الأسير الذين ينفذون اعتصاماً على الأوتوستراد الداخلي لمدينة صيدا، بمد الاعتصام الى الأوتوستراد البحري الذي يربط صيدا بالجنوب، بأي وسيلة من الوسائل. وقالت مصادر رسمية ل «الحياة» إنه في وقت يتوقف إنهاء اعتصام الشيخ وأنصاره على الأوتوستراد الداخلي للمدينة على الجهود السياسية وفاعليات المدينة، فإن أي محاولة لقطع الأوتوستراد البحري سيتم منعها لأنها تعني قطع طريق الجيش اللبناني وقوات الأممالمتحدة في الجنوب (يونيفيل) وهذا لن يُسمح به في أي ظرف من الظروف لأنه يمس التزامات لبنان بالقرار الدولي الرقم 1701، فضلاً عن أنه يقطع طريق التنقل على المواطنين بين بيروت وصيدا من جهة، وبين مناطق الجنوب من جهة ثانية. وشهدت التحركات المطلبية تصعيداً جديداً أمس حين نقل العمال المياومون في مؤسسة كهرباء لبنان اعتصامهم من مدخل المؤسسة الى الصالة الداخلية في مبناها، وافترشوا أرضها. وأعلن قسم منهم الإضراب عن الطعام احتجاجاً على عدم إنجاز عملية تثبيتهم في عملهم، فيما قطع زملاء لهم الطريق العام بين رياق وبعلبك في البقاع، وحاول آخرون الدخول الى مبنى المؤسسة في مدينة جونيه، لكن القوى الأمنية حالت دون ذلك. وأعلنت المؤسسة أن اعتصام المياومين منذ قرابة ثلاثة أشهر يعطل أعمالها، محذرة من أنها باتت على شفير الانهيار. وشهدت الطريق المؤدية الى مؤسسة الكهرباء في بيروت مساء أمس تحركاً مضاداً من بعض الشبان الذين تجمعوا قرب مبناها احتجاجاً على تعطيل اعتصام المياومين أعمال المؤسسة. وتردد أن بين المحتجين عناصر من «التيار الوطني الحر» المعارض لقانون تثبيت المياومين، وحالت قوى الأمن الداخلي دون دخول هؤلاء الى المؤسسة، بعدما تبادل الطرفان الشتائم ورشق الحجارة. ودعت هيئة التنسيق النقابية لموظفي القطاع العام الى الإضراب العام والاعتصام أمام مراكز الإدارات العامة اليوم احتجاجاً على عدم إقرار الحكومة سلسلة الرتب والرواتب الجديدة التي كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدهم بها في إطار مشروع الموازنة، إذ أن مجلس الوزراء أجّل إقرارها لدرس تأمين الواردات اللازمة لها من خارج الموازنة، نظراً الى الكلفة التي سترتبها على الخزينة. على صعيد آخر، نظّم «أصدقاء الجيش» وأهالي الضباط والجنود في الجيش اللبناني الذين أعيد توقيفهم للتوسع في التحقيق معهم في مقتل الشيخين أحمد عبدالواحد ومحمد مرعب في عكار قبل 5 أسابيع اعتصاماً على أوتوستراد صربا – جونيه مطالبين بالإفراج عن هؤلاء. وإذ قطع هؤلاء الطريق لبعض الوقت، طالبوا بعدم المس بالجيش. ووزع بيان توجه الى أهل السياسة وقضاة التحقيق بالقول: «هل دم الشرفاء الأبرياء جنوداً كانوا أم مواطنين فقراء في باب التبانة وجبل محسن أرخص من دم شيخ أو كاهن؟». ودعا السياسيين الى «ترك الجيش والجنود يقومون بواجبهم في حماية شعبهم».