انتقد رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع مطالبة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، من دون أن يسميه، بستة وزراء في الحكومة العتيدة. وقال جعجع في احتفال أقيم مساء أول من أمس في جبيل في الذكرى الرابعة لخروجه من السجن: «حيال المواجهة الكبيرة التي نخوضها في وجه محاولات السيطرة على البلد من خارج النظام والدستور والقوانين، يطلّ علينا البعض بنظريات خالية بالفعل من كل منطق، ويطالب بستة وزراء»، داعياً إلى «النظر الى البلد في أي اتجاه يسير قبل أن يحدد كل فريق ماذا يريد بالتحديد». وأضاف مخاطباً عون من دون أن يسميه: «عندما كنت تقول، وهذا صحيح، ان 70 في المئة من المسيحيين يؤيدونك ارتضيت ووافقت على ان تكون ممثلاً بخمسة وزراء في حكومة ثلاثينية، فبأي منطق اليوم وأنت تمثل في أحسن الأحوال 50 في المئة من الرأي العام المسيحي تطالب بستة وزراء؟». واعتبر أن «ما يحصل خارج عن اي منطق، وللأسف البعض يعرف ماذا يفعل والبعض الآخر لا يعرف ماذا يفعل، والبعض الذي لا يعرف ماذا يفعل يغطي البعض الذي يعرف ماذا يفعل. ونقول للذين يعرفون ماذا يفعلون: نعرف ماذا تفعلون ولن نستسلم وسنتمسك بدستورنا ونظامنا ومقوماتنا وقناعاتنا وكل ما نؤمن به وسنكمل طريقنا بكل سلام وهدوء»، داعياً إلى «التخلي عن المثل اللبناني القديم «العين لا تقاوم المخرز»، لأن العين خلال ال 15 سنة الماضية قاومت المخرز الكبير ولا شيء يمنعها من ان تقاوم المخرز الصغير». وحيا جعجع في كلمته رئيس الجمهورية ميشال سليمان «الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه رجل دولة». وقال: «طبعاً موقع الرئيس سليمان يقتضي منه ان يتصرف بطريقة مختلفة عن موقعنا، لكن هذا لا يمنعنا ولا يعمي أبصارنا عن ان نراه رجل دولة يتصرف بما تمليه عليه قناعاته وواجباته وموقعه، وأتمنى له باسمي وباسم «القوات اللبنانية» كل التوفيق». وكذلك أثنى جعجع على البطريرك الماروني نصرالله، قائلاً: «لا نستطيع المرور على هذه الذكرى من دون ان أحيي بطريركنا نصرالله صفير». وشكر جعجع لرفاقه في منطقة جبيل «جهودهم في الانتخابات الماضية»، معتبراً «أننا ربحنا الانتخابات حتى في منطقة جبيل. أولاً وأخيراً كانت الغاية من هذه الانتخابات هي الاستفتاء، حتى ان كل اقطاب 8 آذار قالوا بأن الانتخابات هي استفتاء على وجهة نظرهم وعلى وجهة نظرنا. ربحنا الاستفتاء بشكل كلي وبالمقابل ربحنا ما يكفي من المقاعد حتى نتمكن من ترجمة انتصارنا في الاستفتاء، لذلك لا تتصرفوا وكاننا خسرنا الانتخابات في منطقة جبيل بل وكأننا ربحناها في جبيل وفي كل لبنان». وأشار إلى أن «الفريق الآخر يحاول أن ينتزع هذا الانتصار وان يتخطى نتائج الانتخابات ويتصرف كأن الانتخابات لم تحصل في لبنان، لكن في نهاية المطاف فإن الحقيقة هي اقوى من كل شيء، فالانتخابات حصلت وربحناها». وقال: «إذا استمروا برفض نتائج الانتخابات من خلال ممارستهم العملية وان كانوا يقبلونها باقوالهم اللفظية، فهذا يعني رفضاً للديموقراطية وللحرية ونظامنا الديموقراطي والدستور وقانون الانتخاب والاهم من كل ذلك هو رفض للجمهورية وميثاق العيش المشترك الذي يقضي باحترام الدستور والقوانين قبل اي شيء آخر». وتابع: «حيال هذه النقطة يقولون نريد مشاركة فعلية. لا أخفي عنكم بأن الفريق الآخر يتشاطر علينا بايجاد المخارج اللفظية للمشاكل التي يقع فيها»، مشدداً على أن «المشاركة الفعلية مؤمنة في لبنان من خلال الدستور، لأن اتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني والدستور اللبناني والنظام اللبناني وضعت لتأمين المشاركة الفعلية. وليس لنقول بعد نتائج معينة اين أصبحت المشاركة الفعلية؟ فالمشاركة الفعلية هي عندما شارك الشعب اللبناني بأكمله في الانتخابات من خلال قانون انتخابات وافقنا جميعاً على اقراره، والمشاركة الفعلية تتأمن بهذا الشكل وليس بأشكال أخرى، ولا يستطيع ان يعطي كل فريق مفهوماً للمشاركة الفعلية التي يريدها». وسأل: «أي مشاركة فعلية كانوا يريدون تأمينها لو فازوا في الانتخابات؟ واين كانت مشاركتهم الفعلية عندما تم حل حزب القوات اللبنانية؟ واين كانت مشاركتهم الفعلية عندما اقر مرسوم التجنيس؟ اين كانت مشاركتهم الفعلية عندما تم التجديد للرئيس اميل لحود في عام 2004؟ اين كانت مشاركتم الفعلية عندما اتخذ القرار بخطف جنود اسرائليين بغض النظر عن صحة او عدم صحة هذا العمل؟ واين كانت المشاركة الفعلية عندما اتخذ القرار بإغلاق المجلس النيابي لمدة سنة ونصف السنة؟». وأشار جعجع الى ان « جماعة 8 آذار يعتمدون منطق ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم، يأتي وقت في التاريخ يجب ان نقول فيه لا، ونحن اليوم نقول لا لهذا المنطق».