يزداد الطلب على مادة الألومنيوم، في وقت يشهد قطاع النقل والمواصلات في العالم مزيداً من التغيرات على مستوى صناعة السيارات والحافلات والنقل والطيران. وتنظم شركة «قاتالوم» القطرية مؤتمر «عربال 2012» بنسخته ال16 في الدوحة بين 20 و22 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ويزداد استخدام الألومنيوم لما يوفره من مزايا، منها خفة الوزن التي تُتيح خفض كمية استهلاك الوقود، وضبط الانبعاثات الضارة، ما يعني الدخول في مرحلة جديدة تتجه نحو استبدال مواد معيّنة لصالح الألومنيوم. وسيشهد المؤتمر اهتماماً كبيراً بالنقل، بينما أظهرت المؤشرات زيادة في الطلب على المدخلات الصناعية لدى قطاع النقل في أميركا الشمالية، وخصوصاً الولاياتالمتحدة، حيث تشير التوقعات إلى وصول الاستهلاك إلى نحو 3.6 مليون طن من الألومنيوم نصف المُصنّع حتى عام 2016، مقارنة ب2.5 مليون طن عام 2011، أي بمعدل نمو متوسط يبلغ 7.4 في المئة سنوياً بين عامي 2012 و2016. نمو قطاع النقل ويُتوقع أن يشهد عام 2013 أعلى معدل نمو لقطاع النقل، وأن يستحوذ القطاع في الولاياتالمتحدة على نسبة متصاعدة من إجمالي الطلب الداخلي على الألومنيوم نصف المصنع، إذ استحوذت البلاد على 34 في المئة من إجمالي الطلب عام 2011، ويُتوقع أن يصل إلى 35 في المئة هذه السنة و37 في المئة عام 2013. وتطغى مؤشرات الانكماش على المشهد الأوروبي، سواء لجهة مؤشرات الطلب أو إنتاج الألومنيوم وغيرها من الصناعات، وأظهرت التقديرات أن نسبة الانكماش في القارة ستبلغ نحو 4.8 في المئة، في حين يواصل الاقتصاد الألماني تفوقه خلال الربع الأخير من العام 2011 مسجلاً نمواً نسبته 2.1 في المئة مقارنة بالعام الماضي. ونما استهلاك الألومنيوم الأولي 4.3 في المئة في الربع الثالث الماضي. وفي المقابل، نمت صادرات السيارات الألمانية 6.6 في المئة، ومبيعات السيارات محلياً 6.1 في المئة إلى 3.2 مليون سيارة، بينما أنتجت ألمانيا 5.9 مليون سيارة، صُدّر منها 4.5 مليون. ويُلاحظ وجود استعدادات كبيرة من قبل شركات ومصانع الألومنيوم في العالم لتلبية الطلب في سوق النقل والمواصلات على اختلاف أنواعها. وشهد بعض الشركات توسعات كبيرة في الولاياتالمتحدة وأوروبا، فيما أعلن الكثير من شركات صناعة السيارات خططاً طموحة لزيادة استخدام الألومنيوم، بينما قرر منتجو «بي أم دبليو» و«مرسيدس» تطوير الاستراتيجيات لزيادة كثافة الألومنيوم في سياراتهم. وكانت «أودي» أول من استكشف الاستخدامات المثلى المحتملة للألومنيوم في سياراتها. وتشير التوقعات إلى توسع استخدام الألومنيوم في بناء نماذج جديدة من السيارات بنسبة قد تصل إلى 85 في المئة، ما يساهم في خفض الوزن الإجمالي للسيارات، بينما تُظهر المؤشرات أن القطاع يتجه نحو استهلاك مستقر من الألومنيوم هذه السنة، ويُتوقع أن يبقى الطلب ثابتاً حتى وإن انخفض الإنتاج نتيجة استمرار الطلب على المركبات الخفيفة التي يدخل المعدن في صناعتها. ويتجه قطاع صناعة الطيران إلى عقد مزيد من الاتفاقات الطويلة الأمد لتزويده بصفائح ورقائق وغيرها من المواد المتعلقة بالألومنيوم، لشركات الطيران مثل «ارباص» و «بوينغ»، اللتين سجلتا نمواً كبيراً في أوامر الطلب خلال هذه السنة نظراً إلى انتهاجهما تصاميم متجانسة من الألومنيوم، التي ستعمل على خفض الوزن الإجمالي للطائرات بنسبة 33 في المئة.