عاماً بعد عام يؤكد القائمون على فريق حطين من محافظة صامطة في جازان أن العمل والتخطيط والإرادة هم عنوان العمل الجماعي داخل النادي، ووفق إمكانات مالية محدودة أسهمت بفاعلية في تحويل الصعاب إلى نجاح باهر كما تحقق خلال السنوات الماضية، حينما أتى الفريق من مؤخرة الطابور في الأندية السعودية، وحقق المعجزة الكروية بالفعل حينما أطاح بغالبية الفرق الجماهيرية على أرضها قبل أن يضمن الفوز على أرضه بكل سهولة على مستوى الفئات السنية، ووصل فيه الحال أن ينال البطولات للفئات السنية وبأرقام يصعب تكرارها كما حدث من ناشئيه بتحقيقهم لبطولتين متتاليتن لدوري الناشئين من دون خسارة تذكر، وبدلاً من أن ينال هذا الفريق أحقيته بالإشادة والثناء نظير العمل والخطط التي نجحت نجاحاً باهراً من رئيسه الذهبي فيصل مدخلي تحول الكثيرون لدور المشككين في أمور عدة، الهدف منها تخفيف الحرج على مسؤولي الأندية الجماهيرية التي تمتلك أضعاف ما يمتلكه مسيرو حطين، ولا مقارنة في ذلك، ولا غرابة أيضاً في ذلك ما دامت الأضواء بعيدة كل البعد عن تسليط ضوئها المستحق لما يحققه أبناء حطين، إلا أن التاريخ وحده هنا هو من سيتكفل بحفظ الحقيقة التي صعب على الكثيرون تقبلها على رغم المرارة، ولو تمعن المتابعون بشكل دقيق لما تحقق في مسيرة نادي حطين على مستوى كرة القدم فسنجد أن العمل من الصفر والتركيز على بناء قاعدة صلبة هو الطريق الأمثل لتحقيق الآمال والتطلعات للسنوات المقبلة، فصعود الناشئين في حطين أسهم بقوة في صعود فرقة الشباب، والشباب دعموا الفريق الأول في الصعود للدرجة الأولى، وهذا سارت عجلة كرة القدم في هذا النادي بشكل تصاعدي، إذ المال وحده لم ينفع حطين لتحقيق هذه القفزات الهائلة كما ينتهج غيره من الأندية، بل تزامنت المادة البسيطة التي قدمها رئيسه مع الإيمان التام أن النجاح يأتي خطوة بخطوة ووفق التخطيط السليم في أن يحقق حطين هذه الإنجازات غير المسبوقة، والمفرح أن من يسهم بقوة في تدريب الفئات السنية في النادي هم مدربون وطنيون أوكلت لهم المهمة عقب تهيأتهم بدورات متقدمة في أفضل البلدان الأوروبية، فالمدربان احمد الحلوي وعبدالعزيز الخثلان يسيران في طريق مثالي نحو التزود والتعلم من الخبرات الأوروبية العالمية، وهو ما سينعكس مستقبلاً على فريقهم وربما نجدهم قريباً في خدمة المنتخبات السعودية السنية. ولا غرابة أن تكون فرق حطين للفئات السنية غائبة عن المعسكرات الخارجية كما يحدث مع الأندية الأخرى، التي تتسابق وتتفاخر بإعلان برنامجها الاستعدادي مع انطلاق الاستعداد للموسم الجديد، إلا أن النتيجة والمحصلة النهائية في ما بينها وبين ناشئي حطين لا تقارن، ولعل العمل والرغبة والتصميم تلغي هذه الفوارق مع بداية الموسم وتكون الأمتار الأخيرة في الدوري من نصيب لاعبي حطين، ولو قدر لمواهب حطين أن تنال مزيداً من التسليط الإعلامي سيجد المحللون والمراقبون أنهم أمام ناد يعتبر نموذجاً حقيقياً لكل باحث وطامح عن تحقيق مجد وإنجاز للتاريخ في كرة القدم، الخبرة والتمرس التي بدأ يصنعها لاعبو حطين لأنفسهم من الناشئين وانتقلت معهم لدرجة الشباب ربما يأتي اليوم التي يحقق فيها لاعبو الفريق الأول المعجزة الحقيقية بالوصول لدوري المحترفين السعودي خلال السنوات القليلة المقبلة، ولكن كيف سيجتاز أبناء صامطة هذه العوائق التي تحتم إيجاد موارد مالية تعتبر عنصراً مهماً في تحقيق الطموح الأكبر بالوصول لدوري الكبار، بالذات أن مدخلي ورفاقه بذلوا الكثير وآن الآوان أن يتدخل رجال أعمال المنطقة بقوة في دعم رياضتهم من خلال نادي حطين حتى يكون ممثل المنطقة بين أندية الكبار. اللافت في فرقة حطين الكروية أنها خليط من أبناء محافظات جازان، وهذه الخلطة أبدع فيها رئيس النادي بانتداب المواهب ولو كلف الأمر نقلها يومياً من مسافات تصل لعشرات الكيلومترات للتدريب والتعلم في أحضان نادي حطين، والمؤشرات الحالية تتنبأ ببزوغ أكثر من نجم ستكون لهم بصمة على خريطة الكرة السعودية فيحيى دغريري وعبدالله مجرشي واحمد مجرشي وعلي دبا وسعود قرم وعبدالرحمن دغريري وموسى مدخلي وياسر ضامري وابراهيم فرج وعماد حنتون واحمد قدري يسيرون في الطريق للحاق بخالد عواجي الذي انتقل إلى صفوف نادي الشباب قبل موسمين في صفقة مالية تجاوزت المليونين ريال في سابقة جديدة لأندية جازان.