قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت إنه لا يعتزم العودة إلى العمل السياسي بعد أن برأته محكمة من اتهامات كبرى بالفساد دفعته للاستقالة عام 2008. وأحدَثّت تبرئة أولمرت من لائحتي اتهام بالفساد، اضطرته إحداهما إلى تقديم استقالته من منصبه وتركه الحلبة السياسية مطلع عام 2009، زلزالاً في الساحتين الحزبية والقضائية في الدولة العبرية، وشكل احتمال عودته إلى الساحة السياسية قلقاً خصوصاً لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ونائبه الأول زعيم حزب «كديما» شاؤول موفاز الذي كان يرأسه أولمرت. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تكهنت بأن يتحالف أولمرت مع المعارضة الآن بعد أن أصبح لحزبه «كديما» زعيم جديد وشارك في حكومة ائتلافية بزعامة نتانياهو. وأدت تحقيقات الشرطة بالإضافة إلى أدائه في حرب لبنان عام 2006 والتي كلفت بلاده الكثير إلى تدني شعبية أولمرت بشدة. وقال أولمرت (66 سنة) لمعهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث إسرائيلي في مؤتمر لإحياء الذكرى السادسة للحرب على لبنان «أريد أن أهدئ من يشعرون بالقلق. ليست لدي نية لخوض العمل السياسي. لست مشاركاً ولا أعتزم المشاركة». وأضاف: «لدي حزبي كديما الذي أنتمي إليه. ليس لدي حزب احتياطي ولا أعتزم أن يكون لي مثل هذا الحزب». وعلى رغم أن محكمة في القدس برأته الثلثاء من الرشوة والاحتيال أدين أولمرت في اتهامات أقل تتعلق بخيانة الأمانة عندما كان وزيراً للتجارة والصناعة في وقت سابق. وهو ينتظر حكماً في هذا الاتهام وأيضاً حكماً في قضية رشوة أخرى بسبب دوره عندما كان رئيساً لبلدية القدس من 1993 إلى 2003 في بناء مجمع هوليلاند الإسكاني الكبير والذي اعتبر على نطاق واسع أسوأ مشروع يشوه شكل المدينة. ونفى أولمرت ارتكاب أي مخالفات ودفع حكم البراءة الذي صدر يوم الثلثاء الإسرائيليين إلى طرح تساؤلات حول قضية استقالته ومحاكمته التي تزامنت مع علاجه من سرطان البروستاتا. لكن استطلاعاً أجرته القناة العاشرة وعرضت نتائجه الأربعاء أظهر أن 70 في المئة من المواطنين يعارضون عودته للسياسة مقابل تأييد 22 في المئة فقط. وقال يعقوب جالانتي المتحدث باسم أولمرت إن رئيس الوزراء السابق «لن يعود للحياة السياسية ما دامت هناك علامة استفهام حوله». ودافع أولمرت بشدة عن حرب 2006 ضد «حزب الله» الذي واجه عناصره القوات الإسرائيلية ودفعت هجماتهم الصاروخية ملايين الإسرائيليين إلى الاحتماء بالمخابئ. وخلال القتال الذي استمر 34 يوماً قتل 1200 شخص في لبنان أغلبهم من المدنيين إلى جانب 158 إسرائيلياً أغلبهم من الجنود. وقال أولمرت إن الحرب وفرت «عنصر ردع لم يكن موجوداً قبل ذلك قط على الحدود اللبنانية». ويتهم مساعدو أولمرت منذ زمن طويل معسكر نتانياهو بإذكاء الغضب الشعبي ضد رئيس الوزراء السابق، واتهم أولمرت «أعضاء في الإعلام وجماعات سياسية معينة لها مصلحة بتصوير دولة إسرائيل على أنها خسرت تلك الحرب».