اعلن نواب بريطانيون أن الاستعدادات لدورة ألعاب لندن الأولمبية التي تفتتح في 27 الشهر الجاري، وضعت أجهزة الاستخبارات البريطانية تحت ضغط كبير، في وقت تجري البلاد أكبر عملية أمنية وقت السلم في تاريخها. وأفادت لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان، في تقريرها السنوي، بأن تنظيم «القاعدة» والجماعات المنتمية له، إلى جانب الجماعات المسلحة المعارضة للاتفاق السلمي في إرلندا الشمالية، لا زالت تمثل أكبر مصدر للخطر على بريطانيا. لكن اللجنة التي تقدم نصائح لأجهزة الاستخبارات أشارت إلى أن «المكافحة الناجحة للإرهاب بدأت تثمر». وقال رئيس اللجنة مالكوم ريفكيند: «يرى جهاز الاستخبارات مؤشرات للتفاؤل الحذر في ما يتعلق بتراجع عدد الهجمات التي تستهدف الأمن القومي عام 2011. لكن العمل المكثف المواكب لاستعدادات أولمبياد لندن زاد الضغط على عمل جهاز الاستخبارات الداخلية (أم آي 5)، ويمثل تحدياً حيوياً لكل الأطراف المعنية». وفيما أورد تقرير المراجعة إن «انتفاضات الربيع العربي طغت على نشاطات أجهزة الأمن عام 2011»، مضيفاً أن «هذه التطورات فاجأت كثيرين في أجهزة الاستخبارات»، أكد ريفكيند انه «يستحيل غالباً التكهن بأحداث مماثلة. لكن السؤال المطروح إذا كان من يفترض أن تتكهن الأجهزة فور بدء كشف الأحداث بإمكان انتشار الاضطرابات سريعاً في المنطقة». والشهر الماضي، حذر جوناثان ايفانز رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية، في أول كلمة علنية له منذ سنتين، من أن مقاتلي «القاعدة» يستغلون الدول التي أطاحت زعماءها خلال الانتفاضات العربية كقواعد لتجنيد شبان غربيين من اجل شن هجمات على بريطانيا. واعتبرت اللجنة أيضاً أن الهجمات الإلكترونية تمثل خطراً حقيقياً على أمن بريطانيا، وتساءلت إذا كان تحقق قدر كافٍ من التقدم على صعيد برنامج للأمن القومي الإلكتروني بكلفة 650 مليون جنيه استرليني (بليون دولار) كان أعلن عنه قبل 18 شهراً. وقرّرت بريطانيا استدعاء 1000 جندي من قواتها المرابطة في ألمانيا لسد الثغرات في أمن أولمبياد لندن 2012، بعد الكشف عن أن شركة الأمن الخاصة فشلت في تأمين العدد المطلوب من الحراس الأمنيين. وقالت صحيفة "إيفننغ ستاندار" اليوم الخميس، إن الخطوة هي جزء من عملية طوارئ ستكلّف 20 مليون جنيه استرليني لسد فراغات الترتيبات الأمنية لألمبياد لندن، قبل أسبوعين من إنطلاق منافساته. وأضافت أن الجيش البريطاني يفتش الآن عن أماكن قريبة من الستاد الأولمبي لإقامة نحو 3500 جندي سيتم سحبهم من واجبات أخرى لسد الفراغات في نقص الحراس الأمنيين. واضطرت وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي، للإدلاء ببيان عاجل أمام البرلمان اليوم لتفسير أسباب الفوضى الأمنية المحيطة بأولمبياد لندن، إثر الكشف عن وجود نقص كبير في عدد الحراس المدنيين قبل أسبوعين من إنطلاق منافساته. وكان وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند أكد في بيان أمام البرلمان في وقت سابق اليوم نشر 3500 جندي إضافي كجزء من الترتيبات الأمنية لدورة الألعاب الأولمبية، ليرتفع عدد الجنود البريطانيين الذي سيساهمون في توفير الحماية الأمنية لها إلى 17 ألف جندي. وستنطلق فعاليات أولمبياد لندن في27 تموز/يوليو وتستمر حتى 12 آب/أغسطس من العام الحالي، وسيليها الأولمبياد الخاص بأصحاب الإحتياجات الخاصة من 20 آب/أغسطس وحتى 9 أيلول/سبتمبر 2012. وسيتم نشر منظومة صواريخ أرض جو في 6 مواقع داخل لندن وحولها ومقاتلات من طراز "تايفون" للمرة الأولى في العاصمة البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية خلال دورة الألعاب الأولمبية لحمايتها من هجوم على غرار هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وسيتولى 13500 جندي وعناصر مسلحة من القوات البريطانية الخاصة ترتدي ملابس مدنية وقناصة إلى جانب الآلاف من الشرطة المسلحة وغير المسلحة و20 ألف حارس أمن من القطاع الخاص حماية المواقع الأولمبية في لندن ومدن أخرى، كما تم نشر حاملة المروحيات (أوشين) في مياه نهر التايمز بالقرب من القرية الأولمبية.